18 سبتمبر، 2025، والساعة الآن 6:37 مساءً بتوقيت نواكشوط
الرئيسية بلوق الصفحة 3

مبدأ ، بلدية لكصر : اختتام مؤتمر الشباب وصناعة المستقبل

اختتمت في ساحة بلدية لكصر بنواكشوط فعاليات مؤتمر الشباب وصناعة المستقبل، الذي نظم بالتعاون بين بلدية لكصر والمركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية(مبدأ).

المؤتمر الذي نظم تحت شعار شباب السلم والتنمية، شهد يومه الختامي قراءة التوصيات ومخرجات ايام النقاش، التي تضمنت توصيات من المحاضرين وتوصيات من الشباب المشارك.

إضافة إلى القاء عمدة بلدية لكصر لكلمة رسمية، وجه فيها الشكر للمشاركين والسلطات المحلية والإدارية التي شاركت في الحفل الختامي، وخلال الحفل تم توزيع افادات المشاركة على الشباب الذي شارك في المؤتمر على مدى يومين.

وقد شهد المؤتمر الذي نظم في فندق ازلاي مشاركة العشرات من منظمات المجتمع المدني في نواكشوط وغيره، إضافة إلى بعض الشباب المستقل الذي ساهم في إثراء النقاش وتعزيز الشراكة بين مختلف الفاعلين.

وقد ركزت توصيات المؤتمر على تعزيز مكانة الشباب في صناعة القرار والمشاركة الإدارية الفاعلة له وكذلك تفويضه بعض صلاحيات الإدارة المحلية وخاصة للجمعيات الشبابية.

وقد شهد الحفل الختامي للمؤتمر مشاركة العديد من ممثلي السلطات المحلية والإدارية في مختلف ولايات نواكشوط، إضافة إلى حضور عدد من سكان المقاطعة.
الحفل اقيم في الفضاء الجديد الذي جهز على نفقة البلدية ويعد متنفسا ثقافيا جديدا في البلدية وفضاء مميزا من حيث المكان القدرة على جذب الأسر والشباب في فضاء مفتوح وفي متناول الجميع.

“مركز مبدأ” و”بلدية لكصر” ينظمان مؤتمر الشباب وصناعة المستقبل

نظمت بلدية لكصر بالشراكة مع المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية مبدأ صباح اليوم الخميس 22 أكتوبر  2020 مؤتمر الشباب وصناعة المستقبل. تحت شعار :” شباب من أجل السلم والتنمية”
عمدة لبدية لكصر الدكتور محمد السالك عمال  تحدث عن أهمية  هذا النشاط بالنسبة لشباب لكصر مؤكدا على سعي البلدية الدائم لرفع قدرات الشباب وتزويده بالخبرة والكفاءة.
وأضاف ان هذا المشروع الذي ينظم بالتعاون مع مركز مبدأ سيعمل على تعزيز الشراكة و بناء القدرات والتطلع لمستقبل أفضل من خلال إشراك الشباب في التنمية القاعدية ليقوم بالمبادرة ، ويكون هو المسؤول.
رئيس مركز مبدأ الدكتور سيد أحمد فال الوداني أكد على أهمية  هذه الشراكة بين مركز مبدأ وبلدية لكصر مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يأتي في إطار سلسلة مؤتمرات مبدأ التي أطلقها من مقاطعة الميناء ، والتي  ستتواصل لتصل باقي مقاطعات نواكشوط .
وأضاف أن  صناعة المستقبل تبدأ من صناعة الحاضر وأن على الشباب ان يقوم بالدور المنوط به لبناء هذا المستقبل الذي هو مستقبل الأمة الموريتانية.
الدكتور سليمان  حرمة تحدث عن موضوع التنمية القاعدية في ظل الشراكة بين الشباب والسلطات المحلية معرجا على الأدوار التي يمكن ان يلعبها الشباب  للدفع بالسياسات التنموية  وفق المنطلقات الدولية ” أهداف التنمية المستديمة” أو الوطنية” استيراتيجية النمو المتسارع”
الدكتور الشيخ دجوف تحدث عن مساهمة الشباب في تنمية البلد منطلقا من الدور الأساسي الذي يمكن ان يلعبه الشباب إذا استطاع الحصول على العلم اولا والفاعلية ثانيا ، مؤكدا أن السلطات المحلية يجب أن تعطي للشباب فرصة لتقديم رؤية مختلفة والدفع بالتنمية المحلية لخلق الشراكة الفاعلة.  

في ختام اليوم الأول من المؤتمر -الذي يستمر ثلاثة أيام – ناقش الحاضرون مبادرات لرصد التفاعل بين السلطات المحلية والفاعلين الشباب مستعرضين نماذج من مقاطعة لكصر وغيرها.

اختتام فعاليات مؤتمر لكصر بالتعاون بين مركز مبدأ وبلدية لكصر

اختتمت في ساحة بلدية لكصر بنواكشوط فعاليات مؤتمر الشباب وصناعة المستقبل، الذي نظم بالتعاون بين بلدية لكصر والمركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية(مبدأ).المؤتمر الذي نظم تحت شعار شباب السلم والتنمية، شهد يومه الختامي قراءة التوصيات ومخرجات ايام النقاش، التي تضمنت توصيات من المحاضرين وتوصيات من الشباب المشارك.إضافة إلى القاء عمدة بلدية لكصر لكلمة رسمية، وجه فيها الشكر للمشاركين والسلطات المحلية والإدارية التي شاركت في الحفل الختامي، وخلال الحفل تم توزيع افادات المشاركة على الشباب الذي شارك في المؤتمر على مدى يومين.وقد شهد المؤتمر الذي نظم في فندق ازلاي مشاركة العشرات من منظمات المجتمع المدني في نواكشوط وغيره، إضافة إلى بعض الشباب المستقل الذي ساهم في إثراء النقاش وتعزيز الشراكة بين مختلف الفاعلين.وقد ركزت توصيات المؤتمر على تعزيز مكانة الشباب في صناعة القرار والمشاركة الإدارية الفاعلة له وكذلك تفويضه بعض صلاحيات الإدارة المحلية وخاصة للجمعيات الشبابية.وقد شهد الحفل الختامي للمؤتمر مشاركة العديد من ممثلي السلطات المحلية والإدارية في مختلف ولايات نواكشوط، إضافة إلى حضور عدد من سكان المقاطعة.الحفل اقيم في الفضاء الجديد الذي جهز على نفقة البلدية ويعد متنفسا ثقافيا جديدا في البلدية وفضاء مميزا من حيث المكان القدرة على جذب الأسر والشباب في فضاء مفتوح وفي متناول الجميع.

دور النقابات في تعزيز ثقافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية/إبراهيم بلال

النقابة لغةً تعني الرئاسة وهي على وزنها (بكسر الأول لا بفتحه) ويقال لكبير القوم نقيباً أو رئيساً. ومن هنا جاءت تسمية نقيب الأطباء أو نقيب المعلمين وسواهما، وعلى ذلك تم تأسيس (رابطة) أو (جمعية) أو (اتحاد) لذوي المهن والحرف سميت (نقابات).
والنقيب في لغة القرءان تعني الكفيل والضامن للوفاء بالعهد وذلك لقوله تعالى: وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا، أي
كفيلًا وضمينًا ضمنوا عن قومهم الوفاء بالعهد.

وإصطلاحا هيئة قانونية تتكون من مجموعة من المواطنين الذين يمارسون مهنة واحدة أو مهن متقاربة. النقابة هي جمعية تشكل لأغراض المفاوضة الجماعية أو المساومة الجماعية بشأن شروط الاستخدام ولراعية مصالح أعضائها الاقتصادية والاجتماعية عن طريق الضغط على الحكومات والهيئات التشريعية والشركات والالتجاء إلى العمل السياسي في بعض حالات معينة، ولقد كانت بريطانيا أسبق الدول إلى الاعتراف بالأهلية الكاملة للنقابات العمالية وكان ذلك في عام 1871.و هي تسمى بالانجليزية unions
من الوارد القول بان كارل ماركس هو اول من دعى الى ضرورة التنظيمات النقابية لحماية المصالحالاقتصادية الاجتماعية للعمال في وجه تحكم و جبروت الراسماليين .. فقد ختم كتابه راس المال بدعوته المشهورة : ” عمال العالم اتحدوا ” و من هنا جاءت تسميتها بالاتحادات العمالية unions و من هنا كانت الحركة النقابية أقوى عندما هبت رياح الاشتراكية و اصبحت الحركة العماليةمرتبطة بالاشتراكية بل هي سلاحها ..
و قد يظن البعض أن النقابات ظاهرة خاصة بالنظام الرأسمالي، وأنها بالتالي تصبح غير ضرورية أو غير ذات موضوع إذا ما أخذ المجتمع بالنظام الاشتراكي حيث يسيطر الشعب على وسائل الإنتاج. إلا أن ذلك ليس صحيح، فالنقابات كانت موجودة في الاتحاد السوفييتي سابقا، ولكنها هناك كسبت مفهوما مختلفا، إذ يقع عليها عبء هام هو المشاركة في تنفيذ خطط التنمية والعمل على رفع الكفاة الإنتاجية والمستوى الثقافي والاجتماعي لأعضائها، وتعميق الوعي بفلسفة النظام الجديد.
بالنسبة للنقطة الثانية والمتعلقة بعوامل ضعف النقابات فهو بحسب رأي يعود إلى عدة أسباب اهمها:
مشكلة التشرذم وضعف الأداء النقابي، هيمنة الأجندات الحزبية عليها، إلى جانب التدخل الحكومي

أدت مشكلة تشرذم النقابات العمالية إلى ضعف أدائها النقابي، وضعف سياساتها في الحفاظ على حقوق العمال. فوجود أكثر من نقابة واتحاد شتت الجهود النقابية، كما أن الانشقاقات وتأسيس نقابات عمالية تعمل بصورة منفردة عن اتحاد النقابات، وقيام كل نقابة أو اتحاد بالعمل بشكل مستقل عن الآخر؛ أدى إلى تراجع دور تلك النقابات الفعلي في حماية واقع العمال والحفاظ على حقوقهم.

ويعود واقع النقابات العمالية والإشكالية التي يعاني منها إلى مجموعة أسباب، منها ذاتية وأخرى موضوعية، أثرت بشكل مباشر على عمل النقابات وأعضائها. وفي الواقع هناك دائمًا تشابك وتداخل بين تلك العوامل، حيث لا يمكن فصلها وتجريدها عن باقي العوامل.

أولًا: غياب الديمقراطية في الاتحادات والنقابات العمالية، حيث تكون النقابات تحت قيادة دائرة محدودة تأخذ قرارات دون الأخذ بعين الاعتبار آراء العمال ومصالحهم، ما ترتب عليه من ضعف ثقة العمال بالنقابات، وضعف أداء النقابات في تحقيق مصالح العمال. فغياب الانتخابات الدورية، وعدم الالتزام بالبرامج التي تطرح وقت الانتخابات، التي إن حصلت تتم بطريقة صورية، يتم فيها تجديد شرعية القيادات الموجودة اصلا.

ثانيًا: ضعف البرامج الخدمية المقدمة للعمال، وبالتالي عدم اهتمام العمال بالانتساب إلى النقابات، فلا الوعي العمالي أدرك أهمية العضوية، ولا النقابات استطاعت جذب اهتمام العمال بخدمات واضحة تقدمها لهم.

ثالثًا:  ضعف ثقافة العمل النقابي لدى العمال وقادة الحركة النقابية، فمفاهيم مثل قضايا العدالة الاجتماعية لا تعدّ من ضمن أولويات العمل النقابي. وتتركز معظم أعمال النقابات على الجوانب الإدارية والتواصل بين العمال ومشغليهم، في حين تغيب المشاريع والسياسات الفاعلة لدعم العمال وواقعهم الاقتصادي.

العوامل السياسية التي يُعزى لها ضعف العمل النقابي

أولًا: سيطرة الأحزاب وتدخلها في العمل النقابي

أغلب قيادات العمل النقابي لها انتماءاتها السياسية والحزبية، فقد ارتبط العمل النقابي تاريخيًا بالعمل السياسي، سواء تعلق الأمر بحزب الشعب أو الحركات الإيديولوجية، وقد استمر الوضع كما كان في السابق، الأمر الذي أضعف العمل النقابي، وابتعاده عن مصلحة العمال، والتوجه نحو مصلحة الحزب أو الفصيل.

ثانيًا: التدخل الحكومي في العمل النقابي وعدم قيام الحكومة بدورها الرقابي

تمارس الحكومة ضغوطات مختلفة على بعض قادة النقابات إلى حد التحكم في سير عملها، وطبيعته، وتصل أحيانا حد تبديل قيادات بعض النقابات العمالية.

مبدأ، نواة: اختتام ورشة حول الحقوق الاجتماعية والاقتصادية

اختتمت في نواكشوط اعمال ورشة فكرية حول الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، منظمة من طرف مركز مبدأ ومعهد نواة، وبمشاركة مهمة من الفاعلين والنشطاء والنقابات والحركات الحقوقية والسياسية إضافة الى المراكز البحثية والباحثين المستقلين.

الورشة التي دامت يومين قدمت فيها العديد من العروض الفكرية والمحاضرات، كما شهدت ورشة خاصة حول عرض المشاكل التي تواجه الفاعلين في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وكذلك العمال انفسهم والمجتمع من خلالهم.

كما انه على هامش الورشة تم تشكيل شبكة خاصة بالفاعلين تعنى بمجال الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، سيشارك فيها كل الحاضرين إضافة الى بعض المؤسسات الأخرى التي أبدت اهتمامها بالانضمام للشبكة الوليدة.

في اليوم الثاني قدم الأستاذ معلوم أوبك وهو مسؤول التكوين في نقابة تجمع أستاذة موريتانيا ورقة حول حماية حقوق الانسان في السياق الموريتاني من خلال نموذج العمال وبالخصوص في قطاع التعليم.

كما قدم الدكتور احمد جدو اعلي مداخلة حول المواد القانونية الخاصة بالعمل في موريتانيا وكفية التحسين منها والاستفادة منها من طرف النقابيين والفاعلين.

الورشة اختتمت بتوزيع إفادات المشاركة على المشاركين في الورشة، والذين ابدوا ارتياحهم لأهيمه النقاشات وضرورية استمرارها في المستقبل، كما اعتبروها فرصة للتداخل بين النقابات والمؤسسات البحثية من اجل تكثيف الجهود في المستقبل لدعم حقوق العمال في موريتانيا..

مركز مبدأ ينظم ندوة حول واقع المرأة الموريتانية

نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الانسانية- مبدأ، ندوة نقاشية حول واقع المرأة الموريتاني، وقد جاءت الندوة التي كانت تحت عنوان المرأة الموريتانية : الدور المسار التأثير، في سياق معقد للنساء بسبب تأثيرات جائحة كورنا التي اثرت على النساء عموما وكذلك سياق الحراك النسوي الى تعزيز مكانة المرأة.

المشاركات في الندوة قمن عدة محاضرات في مجالات مختلفة تخص المرأة الموريتانية وتدور حول الية اشراكها في السياق العام المحلي من خلال حلول فعالة وعملية.

رئيس الجلسة وعضو مركز مبدا خديجة وان اكدت في تقديمها على أهمية مثل هذه النقاشات في السياق المحلي الموريتاني، مؤكدة ان المرأة وقياسا على نسبتها من السكان لا تجد ما يكفي من الحقوق لتقوم بدورها بالشكل الامثل.

ميمونة محمد سالم، عضو المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الانسية مبدأ، قدمت السياق المحلي الذي تتنزل فيه هذه الندوة مرحبة في ذات الاطار بالحاضرات والمشاركات في هذا النقاش الذي يعول عليه في اثراء المكتسبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمرأة.

المحاضرة عيشة احمدو قدمت في الجانب السياسي اهم المعوقات التي تقف امام المشاركة السياسية الفاعلة للمرأة الموريتانية،

فيما عرضت امو كان اهم النماذج النسوية الفاعلة التي رفها تاريخ موريتانيا مؤكدة انه من المهم ان يكون هذا الدور محل تقدير وتثمين من المجتمع، وان هذا التثمين سيكون له اكبر فاعلية في تعزيز الدور الذي تعبه المرأة وتحسين مسارها الحياتي.

الدكتورة هالة ببانة قدمت في محور ريادة الاعمال اهم الابيات التي تساهم في تسليح المرأة بمختلف المهارات المهمة في مجالات ادارة المشاريع والرؤية المستقبلية وغيها في من المجالات الأساسية لتفعيل دور المرأة وخلق مسار اقتصادي لها على اعلى المستويات.

في محور المرأة والمجتمع قدمت الاستاذة سهام ببانة مختلف الفواعل الاجتماعية التي تعوق مسار المرأة وتأثر على أداء دورها بشكل فاعل في مجتمعها، مؤكدة ان المجتمع يعد من العوائق البارزة للمرأة في موريتانيا، وان المعرفة والعلم من المسائل الضرورية لتجاوز هذه الازمات التي تعيش المرأة في سياقها المجتمعي.

رئيسة الجلسة وعضو المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الانسانية -مبدا خديجة وان لخصت في ختام الندوة أهم الآراء الواردة في النقاش، شاكرة الحاضرات على حسن المشاركة، ومؤكدة ان المركز سيواصل العمل وايلاء اهتمام خاص بالنساء.

مركز مبدأ ينظم ندوة تناقش المشهد السياسي في موريتانيا

نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية_مبدأ، ندوة وطنية كبرى حول الشراكة السياسية في ظل مشهد سياسي يتسم بالانفتاح. وقد شارك في الندوة التي كانت تحت عنوان المشهد السياسي من القطيعة الى الشراكة التنافسية، عدد من السياسيين البارزين في البلد إضافة الى جمهور من النخبة السياسية في موريتانيا وفاعلين سياسيين مستقلين.

رئيس الجلسة النائب فاطمة من خطري، أكدت انه من المهم للمراكز البحثية نقاش هذا النمط من المواضيع ومتابعتها بشكل بارز وفعال ومستمر، وشكرت المركز على هذه السانحة المهمة مقدمة أهم الأسئلة البارزة في الموضوع.

.المحاضر محمد يحيى حرمة ركز في عرضه على واقع المشهد السياسي في البلاد والدور الذي تقوم به الأحزاب في مثل هذه الظروف، كما أكد أن هذه المرحلة من أهم المراحل السياسية التي مرت بها البلاد خلال الفترات الماضية.

من جانبه المحاضر لغورمو عبدول أكد على أن الشراكة السياسية مسألة مهمة في السياق الحالي وأنه من غير الوارد تشخيص موقف المعارضة في أنها تنازع الحكومة وتطالب بإسقاطها.

النائب العيد محمدن قال إن أي شراكة سياسية لابد من حمايتها وتأمينها ولن يتم ذلك إلا من خلال إتاحة فرصة لجميع المكونات الوطنية وتعزيز الثقة والتقارب المنتج بين الجميع على أرضية وطنية تضمن المساواة في الفرص والواجبات.

مستشار الرئيس الموريتاني المحاضر محمد محمود ولد أمات أشاد بالانفتاح الموجود حاليا واصفا إياه بالحراك السياسي الفعال إذا تم استغلاله بشكل جيد من جميع الأطراف السياسية وأكد ان مسألة الواقع الحالي لموريتانيا لابد لها من مشاركة الجميع من كل الفاعلين السياسيين والمكونات الوطنية.

الرئيس السابق لحزب تواصل السيد محمد جميل منصور أكد أن الواقع السياسي بين الأمس واليوم انتقل من الانغلاق على المعارضة إلى الانفتاح عليها في ظل الرئيس الحالي وهو ما يعني أنه من المهم للمعارضة أن تكون شريكة وتستغل الفرصة لتبادل الأفكار مع الرئيس والبحث عن المساحات المشتركة.

المداخلات التي شهدتها الندوة تركزت أساسا حول أهمية التغيير والدفع بعجلة البلد من خلال تغيير النخب السياسية وإتاحة الفرص أمام الشباب من أجل المساهمة في التغيير والتأثير في المشهد. #مبدأ

مبدأ ينظم ندوة حول اتفاق موريتانيا وكينروس تازيازت

نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الانسانية -مبدأ، ندوة – عن بعد- تحت عنوان “اتفاق موريتانيا وكينروس “الرهانات والمكاسب”

وقد شارك في الندوة كل من الاستاذ الجامعي د. مصطفى افاتي


و ذ. أحمد الطالب محمد مستشار وزير الطاقة والمعادن
ود. محمد مولود، رئيس حزب اتحاد قوى التقدم
والسفير والخبير المالي ذ. المختار داهي
وذ. كيسيما جاكانا، الصحفي المتخصص في شؤون المعادن الاستخراجية .
وتأتي هذه الندوة التي أقيمت يوم 25-06-2020 في سياق عصيب للعالم أجمع بسبب وضع جائحة كورونا التي تؤثر على حياة الجميع، كما أنها الندوة الثانية في إطار متابعة مركز مبدأ للمجال الاقتصادي في البلاد وذلك بعد ندوة الاكتشافات الغازية بين موريتانيا والسنغال والتي حضرها الدكتور بدي ابنو والرئيس السابق للجمعية الوطنية السنغالية التي نظمها المركز في الفترة الماضية.
من خلال الندوة تم التطرق للمحاور التالية تباعا :
المحاور الأول :
الاطار القانوني للاتفاقيات المعدنية والذهبية: المسار والمقارنة
المحور الثاني :
اتفاقية التسوية بين موريتانيا وتازيازت : المزايا المقارنة
المحور الثالث :
انعكاس اتفاقية موريتانيا وتازياوت على واقع البطالة والعمال في البلاد
المحور الرابع
دور الاعلام في تعزيز الشفافية في الصناعات الاستخراجية
وتبعا للمحاور المخصصة للندوة قدم المحاضرون مساهماتهم التي ستنشر بشكل كامل لاحقا، على صفحات المركز على الميديا الاجتماعية كما انها ستكون متوفرة للقنوات الاخبارية الراغبة في بثها.
يذكر أن هذه الندوة هي الندوة المسجلة الثانية التي نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الانسانية- مبدأ، حيث سبق وأن سجل ندوة حول تكاتف الجهود بين الدولة والمجتمع المدني في مواجهة الأزمات وقد وصلت للمرحلة الاخيرة من المونتاج لتبث في بحر الاسبوع المقبل إن شاء الله.
#مبدأ

الكونية/ عبد الكريم الحر

كثيرا ما ألهمتنا فلسفة أفردريك نيتشه حول مفهوم المطرقة، خاصة في المجال الأتيقي ومعارضته الشرسة للأمر القطعي الكانطي، حيث لم يدخر جهدا في هدم الفكرة الكونية الأخلاقية التي دعا كانط إليها<<ماذا علي أن أفعل؟ إفعل حسب القاعدة التي تريدها أن تكون قانونا كونيا>>[1]، متوخيا من وراء ذلك سيادة أخلاق كونية شمولية.

الصيغة الفردية التي صاغ بها كانط مقولته، هي النافذة التي أطل منها نتشه حاملا مطرقته، متحيرا كيف لأمر قطعي فردي أن يكون كونيا؟ وأنى لنا التوصل إلى أخلاق كونية في عالم يسوده الاختلاف والتنازع؟[2] وكأنه يتعجب من غباء كانط، وغير بعيد من ذلك انتهج اغلب الفلاسفة ومن درسوا الفلسفة إلى يومنا نهج النتشوية حول رأيها في الكانطية القطعية. وبالنظر لجائحة الكورونا وما تلاها من نصائح حول أن علي أن أفعل ما على أي فرد من الركن القصي فعله، كوسيلة للحد من هذه الجائحة، ألا يذكرنا هذا بأهمية التدبر في قول كانط أن علي فعل ما أريده أن يكون قانونا كونيا، وأنه ليس بالمستحيل التوصل لأخلاق كونية؟” ألم يحن زمن رفع فكرة السوبرمان[3] النتشوية؟

كورونا أرغمنا قصرا إلى الانتباه لأهمية الإنسانية، والمساندة باسمها حصرا، كما رد علينا كل قول كنا قد اعتمدناه حول ضرورة تشيء الإنسان، والتخلي عن محوريته. فالكوناتيس[4] الذي نادى به باروخ اسبينوزا هو أصدق مفهوم يمكننا إطلاقه على الصرخات التي تسود العالم الآن، فحب البقاء وما يقتضيه هو شغل العالم اليوم، وهذا ما يقتضي ضرورة وجود قيمة المسؤولية الفردية في إطار المسؤولية الجماعية، التي جسدتها مقولة جون استيوارت مل التي تفصل متى على المجتمع معاقبة أحد أفراده، مجيبا “أن لا حق لأي مجتمع في معاقبة أي قرد من أفراده إلا في حالة أتى الفرد فعلا من شأنه أن يضر الآخرين” واليوم يتركز الإجراء الوقائي في المقام الأول على حظر التجول ومنع التجمعات قدر الإمكان، ومن خالف ذلك دون إذن أو ضرورة يعرض نفسه للزجر اجتماعيا والعقوبة قانونيا، بتهمة الإخلال بالمصلحة العامة، وهو الشيء الذي أصبح جوهر التعاطي مع جائحة الكورونا، حيث على كل فرد أن يفعل لنفسه والعالم في الآن نفسه، كوسيلة لحصر الجائحة، والمحبة الكونية التي دعا إليها محمد عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف “…أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه” وهو المبدأ الذي جسده الدستور المدني المحمدي.

وهكذا إذا رأينا أن الكونية الكانطية التي بدت لنا مستحيلة في زمن ما، قد لاح في الأفق تجسدها، عمليا قبل الوعي بها نظريا، محكومة بحب البقاء، فهل يعني هذا أننا قد نشهد مدينة فاضلة أفلاطونية وإن على الطريقة الفارابية مستقبلا؟ فالمنطق قد ينكر ذلك، لكن المستحيل يضمحل ويتقهقر الإيمان به غالبا أمام الإرادة البشرية، حيث يقال إن “الإرادة البشرية قادرة على كل شيء، فنحن فقط من لا نريد”.


[1]  الأمر القطعي الكانظي، هو المبدأ الذي حاول كانط من خلاله تجسيد نظريته حول ضرورة وجود أخلاق كونية، لأنه يجعل من التحلي بالمسؤولية فرض عين كما يجب، وهذه الضرورة هي ما أكدتها جائحة الكورونا آنيا، حيث اختفت الإنية تاركة كل الحواجر للغيرية.

[2]  الفردية لا تبني الجماعية، بل كل إنسان لتفسه طبقا لنظرية السيد والعبد.

[3]  السوبرمان هي فكرة عند نتشه في فلسفته الأخلاقية كوسيلة  للتخلص من الأخلاق لأنه وصفها بمجال الضعفاء، ونادى بضرورة ابدالها بالرجل القوي حيث قسم الناس إلى قسمين، أسياد وعبيد وهو تقسيم ليس بالاقتصادي بل هو نفسي، فمن كان قوي نفسيا فهو سيد، ومن كان ضعيف نفسيا فهو عبد.

[4]  مفهوم لباروخ اسبينوزا “حب الحياة”، ويعني به أن كل شيء يصارع من أجل حياته، أي حب الحياة فحتى الشجرة حينما نقتلعها وننسى عن أحد عروقها فهو يقاوم للخروج لينبت كشجرة مرة أخرى، فكيف بالإنسان؟

وظيفة المثقف.. بين الماضي والحاضر

تـمر كافة المجتمعات الإنسانية في مراحل دورتها الحياتية بإرهاصات و تحولات تقود في مجملها إما إلى الاستقرار أو الفوضى، وإزاء حركية المجتمع، التي تفرضها طبيعة “العمران” وفق التعبير الخلدوني، يبرز بين كل فاصلة زمنية وأخرى أفراد، تجمعهم بعض الخصائص المشتركة، ويمتلكون من الأدوات العقلية ومن المهارات ما يمكنهم من التأثير على مجتمعاتهم بدرجات متفاوتة، وهؤلاء تم التواطؤ على تسميتهم بال”المثـقفين”.
فما هي خصائص المثقفين ؟ وأي دور لهم في حركية المجتمعات الإنسانية ؟ وما علاقتهم بعامة الناس ؟ وأخيرا هل يمكن القول بموت المثقف؟
كثيرا ما تتعد التعريفات في مثل هذا النوع من المسائل، ولعله من خصائص العلوم الاجتماعية اتساع المجال الممكن لتعريفات متعددة في مسألة الواحدة، وحتى لا نقع في فخ التعريفات هذا أستميح القارئ الكريم عذرا وأكتفي عوضا عن التعريف بالتمهيد أعلاه، لـنقفز مباشرة إلى الخصائص، التي يكاد يجمع أغلب الدارسين لهذا الموضوع أنها تتلخص في ما يلي:

  • مستوى مقبول إلى عالي من التعليم، وامتلاك ملكة النقد، والقدرة على التحليل الموضوعي، مع الإطلاع بما فيه الكفاية على الواقع السياسي والثقافي والاقتصادي في المجتمع الضيـق (الدولة) والمجتمع الواسع (الثقافة)، والمجتمع الأوسع (المجتمع الإنساني). هذا إضافة إلى امتلاك ثقافة تاريخية متماسكة يمكن توظيفها بسلاسة لفهم حركية المجتمع.
    ولكن هذه الخصائص ليست ثابتة إطلاقا، إنما تتغير مع تغير المجتمعات والأزمنة، بل إن بعضها قد يتلاشى تماما ليفقد معه المثقف إحدى محدداته “العتيقة” مثلما سنتناول في فقرة لاحقة من هذه الإضاءة.
    ويجدر التنبيه أيضا إلى أن خصائص المثقف غير محصورة بالضرورة في ما ذكرناه، فربما زاد بعض الدارسين خصائص أخرى انطلاقا من زاوية رؤيتهم لوظيفة المثقف.
    أما من حيث الوظيفة، فيمكن إجمال أهم الأدوار المتوقعة من المثقف في ثلاث:
    1- المساهمة في صناعة الوعي الاجتماعي، عن طريق وسائل التأثير المختلفة: إعلام، تعليم، سلطة سياسية، سلطة روحية، .. وغيرها.
    2- الانخراط والتأثير في الأنشطة الاجتماعية المتنوعة (وهذا الدور مناقض لفكرة “الإعتزال” التي مارسها وسوق لها ضمنيا كثير من المثقفين والفلاسفة القدماء، وتأثر بتلك الدعوات عدد من المثقفين المعاصرين، إلا أنها فكرة أثبتت عدم جدوائيتها في تصوري، فأي قيمة لامتلاك الثقافة والمعرفة إن لم تكونا دافعا إلى تنوير المجتمع والسعي إلى إصلاحه؟).
    3- ابتكار الحلـول في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي قد تمر بها المجتمعات، حسب الاختصاص، ولعل البحث العلمي في هذا الإطار هو الوسيلة الناجعة لتحقيق هذا الدور، الأمر الذي يعني ضرورة انخراط المثقف في المراكز البحثية الجادة، وهي كثيرة في سياقنا العربي والإسلامي.

المثقـفون و”الـشعـبوية” ..
يكابد المثقف صراعات مختلفة على جبهات عدة، لعل أكثرها صعوبة هي عقدة “الشعبوية” التي يجد كل مثقف ذاته إزائها أمام نمطين بارزين من الشعبوية:

  • شعبوية غير واعية: حيث إنها نمط غير صحي، وبسبب صعوبة التعامل مع هذا النمط يجازف الكثير من الضالعين في ميدان علم النفس الاجتماعي بالقول إن “الجماهير غوغائية بطبعها ولا يجب الرضوخ لها، ولا حق لها في اختيار مستقبلها” ومن هذا الإفتراض ولدت جل الفلسفات الشمولية التي نتجت عنها أنظمة الاستبداد السياسي الفظيع في العالم، إلا أن التعميم في هذا الإطار مجانب للموضوعية، ففي ذات السياق يتجه العديد من المثقفين حول العالم للقول بأن بعض الأنظمة الشمولية -وإن كان استبدادها واضحا للعيان- فإنها في بعض بلدان العالم ساعدت على حفظ الموروثات الثقافية لشعوبها، وعلى بناء كيانات تلك البلدان بناء صلبا،
  • شعبوية واعية: وهي النمط الذي تصاحبه غالبا بيئة ملائمة للإصلاح، حيث إن المثقف يستطيع أداء دوره في ظلها بأمان، لأنها تساعده وتحتضنه، ويمكن التعويل على هذا النمط من الشعبوية في امتصاص الأزمات الاجتماعية التي تعصف من حين لآخر بالمجتمعات الإنسانية، ويظل النموذج التونسي إبان موجات الربيع العربي طاغيا في هذا الإطار، وبالتالي تكون المسؤولية الإصلاحية مضاعفة على المثقفين للانتقال بهذا النمط من المجتمعات انتقالا سلسا نحو الإصلاح.
    “فوظيفة المثقف أن يكون هو الراصد للإشكاليات الاجتماعية وهموم المجتمع، وأن يلعب دورا فاعلا وإيجابيا في وعي الجماهير وتوجيه هذا الوعي في تحقيق واقع الاصلاح والتغيير، وليس تحقيق مصالحه الخاصة. فالشعبوية ليست شر مطلق ولا خير مطلق، بل هي تعتمد كأداة فاعلة في التغيير، على الوعي وعلى معايير الخير والحق، وهي معايير على المثقف أولا استيعابها بشكل فاعل”(1)
    ويذهب المفكر محمد حامد الأحمري في حديثه عن “عامة الناس” مذهبا بعيدا في اتجاه الدفاع عن مكانة الجماهير في العملية الإصلاحية، حيث يذكر بأن عامة الناس هم “زهرة الدنيا وفكاهتمها”، لولاهم لما كان هنالك خاصة، قائلا بأن بعض المثقفين المتعالين ربما عاشوا تحت ظل أب عامي، وأم عامية، وقد ساق في نقاشه لهذه المسألة مقولات عديدة تؤكد خطورة النخبوية الجامدة على دور المثقف.(2)

النخبوية الجامدة:
لقد بات هنالك نمط سائد من “النخبوية الجامدة” في مجتماعتنا المعاصرة، وهذا النمط لا يخدم الوظيفة السامية للمثقف في اعتقادي، ويمكن إجمال مظاهرها -أي النخبوية الجامدة- في نقطتين:
1- استخدام اللغة الخشبية والمعقدة في الخطاب الموجه للجماهير، دون اعتبار الاختلاف العميق في مستويات التلقي و الأفهام لدى عامة الناس، مـما يساهم حتما في تعميق الفجوة بين هذا النمط من المثقفين وبين عامة الناس.
2- تنميط صورة المثقف (شكلا وممارسة): إن التنميط عموما مضر بالخطاب وبالأفكار، ويكون ضرره أكبر حين تكون تلك الأفكار وذلك الخطاب موجه للتأثير في مجتمعات “شعبوية” مثل مجتمعاتنا العربية والإسلامية، التي تؤثر فيها إرادة “الجماهير” بقوة -على لغة غوستاف لوبون-، ففي عصر الديمقراطيات الشعبية ومشاركة الناس في صناعة التحولات الكبرى أدركت الأنظمة -ومعها النخب المثقفة- أن تجاهل عامة الناس في صناعة الخطاب وفي رسم السياسات الإستراتيجية بات ضربا من الانتحار. إن اختزال دور وشكل المثقف في قوالب محددة وممارسات بعينها لم يعد ذا قيمة في التأثير على المجتمعات، إننا لا ندعوا بالتأكيد إلى تمييع صورة المثقف، إلا أن الواقع يفرض على المثقفين إجراء عملية تحديث لصورتهم ودورهم بما يبقيهم على سكة الإصلاح الاجتماعي.

“موت” المثقـف:
يرى الكاتب عبد الإله بلقزيز أن “المثقفين ملزمون بإعادة قراءة وظيفتهم والتساؤل حول دورهم الاجتماعي، والبحث عن دور جديد لهم يواكب المتغيرات والتحولات”، ويشير الدكتور سعيد عبيدي في قراءته لنظرية “بلقزيز” حول مصير المثقف إلى أن “المجتمع قد استغنى عن خدمات المثقف المعرفية التي قدمها فيما مضى، وهي الخدمات التي تبدو اليوم غير ذات جدوى في سوق القيم الرمزية، ولا يعني ذلك بالضرورة الاستغناء عن المعرفة، بل إن الحاجة للمعرفة تزداد بوتيرة أسرع، بل هو استغناء عن نمط من أنماط إنتاج القيم الثقافية والرمزية، والذي يبدو اليوم تقليديا، مثلما هو استغناء عن حرفة الكتابة التي امتهنها المثقفون وصنعت لهم تلك الهالة التي أضيفت إليهم”(2)
وهذا المصير الذي بشر به “بلقزيز” وأشار إليه “عبيدي” قد يكون مصيرا محتوما إذا ما استمر المثقفون في التمسك بمظاهرهم النمطية ووظائفهم التقليدية، إنهم اليوم في ظل وفرة المعلومات يفقدون إحدى محدداتهم الرئيسية التي ذكرناها في فقرة سابقة، لأن المعلومة باتت متاحة للجميع بفضل الانترنت، ولعل هنالك تهديدا آخر لوظيفة المثقفين ولمصداقيتهم لدى الشعوب، وهو انحياز بعضهم للأنظمة القمعية وتبريرهم للإستبداد، وهنا، تجدرالإشارة إلى أن ثلة قليلة من الذين جرفتهم أمواج السياسة للوقوف بجانب الأنظمة الإستبدادية سابقا يمكن تفهم مواقفهم بسبب خوفهم من الفوضى، لأنهم من حيث الأساس يفترضون أن الشعوب بين خيارين لا ثالث لهما، إما الإستبداد وإما الفوضى، فأين يضع هؤلا قيمة الحرية بين هذا الخيارين يا ترى ؟
التوصيات:
وإذا كان الإصلاح الاجتماعي هو الغاية العليا لوجود نخبة مثقفة في أي مجتمع إنساني، وإذا كانت المجتمعات الإنسانية تتسم بالحركية والتغيير، فربما نكون ملزمين بإعادة تعريف المثقف من خلال إعادة فهم دوره داخل المجتمع. إن أي عملية تحديث في دور المثقف المعاصر لابد أن تضمن الشروط التالية:

  • إحترام التخصص: فلقد انتهى زمن المثقف الأخطبوط، الموسوعي، الذي يعرف كل شيء ويكتب وينظر في كل مجال من مجالات المعرفة التي تزداد تشعبا يوما بعد يوم.
  • تقبل الإختلاف: لقد كانت فسلسفة “الرأي الواحد” قابلة للصمود في زمن “ما قبل العولمة”، وأثناء انغلاق المجتمعات الإنسانية على ذاتـها، وأما في زمن العولمة والقرية الواحدة، فلابد من التصالح مع حتمية تدافع الأفـكار المتعددة، ويظل البقاء للأنفع والأصلح.
  • احترام العقائد والأديان المخالفة: إن المثقف الذي لا يحترم حرية الإعتقاد والتفكير يحتاج إلى مسائلة ذاته ومراجعة ثقافته قبل أن يواجه المجتمع، ذلك أن بعض المجتمعات المعاصرة تتعدد فيها الأديان والمذاهب والإنتماءات بينما يجمعها وطن واحد، وقد ينطبق ذلك على بعض المجتمعات العربية، ليست من ضمنها موريتانيا التي لا يمكن الجزم بأن تعدد الديانات داخلها ممكن بسبب جملة من العوامل التاريخية والثقافية.
  • الاستغلال الإيجابي والفعال لمختلف وسائل التأثير المتاحة مع مراعاة اختلاف مستويات التلقي لدى الجماهير، وبالتالي بات المثقف المعاصر مرغما على تصميم وإنتاج خطاب مناسب لكل فئة من فئات المجتمع الواحد الذي يوجه له خطابه.
  • تظل الأدلجة حقا لكل إنسان، ولكنها تكون مكبلة وربما قاتلة لبعض المثقفين، لأنه يفترض في المثقف التحرر من كل القيود باستثناء الأخلاقية والقانونية.. وتلك لا تسمى قيودا وإنما ضوابط، بينما تشكل الآيديولوجيات السياسية والفكرية المختلفة قيودا تحد من إنتاجية وعطاء أي مثقف يبالغ في تقمصها، ولكم حرمنا من عطاء مثقفين وطنيين تكبلهم قيود الآيديولوجيا !
  • القراءة.. ثم المزيد من القراءة : إن كان من طوق نجاة للمثقفين في ظل تراجع مستوى تأثيرهم في المجتمعات، فهي أن لا يكفوا عن القراءة، في مختلف الميادين ذات الصلة بمجالات اهتمامهم الفكرية، بانتظام، وانتقائية مدروسة، مع الحذر ابتلاع كل ما تُـسَـوِقه دور النشر من ركيك الكتب، فالقراءة في كل شيء هدر للوقت وتشتيت للجهد، والكتب الركيكة تصنع مثقفا ركيكا، ولـكل قارئ جاد معاييره الخاصة في انتقاء الكتب، وهنالك بالتأكيد معيايير مشتركة مثل جودة المضمون، وسمعة دار النشر وبـراعة الكاتب.

الإحالات:
1- الباحثة إيمان شمس الدين، مقال حول “المثقف والشعبوية” منشور علة موقع المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية (مبدأ)
2- محمد حامد الأحمري، مذكرات قارئ، ص: 358
3- د. سعيد عبيدي، مجلة الشارقة الثقافية ع:39، ص: 52 و53

سـعـد الـديـن ابُـوه