3 أكتوبر، 2025، والساعة الآن 5:41 صباحًا بتوقيت نواكشوط
الرئيسية بلوق

مركز مبدأ: ينظم ندوة دولية حول الأمن والاستقرار في الساحل

نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية (مبدأ) مساء الخميس 25 سبتمبر 2025، ندوة دولية بعنوان “الأمن والاستقرار في منطقة الساحل.. الأبعاد والانعكاسات”، وذلك بفندق موريصانتر بنواكشوط.

وفي كلمته الافتتاحية، رحب مستشار رئيس المركز، د. أحمد جدو اعليه، بالحضور، مؤكداً أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة الندوات العلمية والفكرية التي ينظمها المركز لطرح مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وفتح النقاش أمام جميع الأطراف الحكومية والمدنية في منطقة الساحل، إدراكاً لأهمية الحوار وتكامل الأدوار خدمة للصالح العام وتعزيزاً لقيم التعاون والشراكة.

وأضاف أن الندوة تندرج في إطار مواكبة المركز المستمرة للوضع الأمني والسياسي في المنطقة، في ظل ما تشهده من أزمات وانتشار للجماعات المسلحة وتنامي شبكات الجريمة المنظمة وتفاقم الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية، رغم محدودية المقاربات الأمنية التقليدية، ما يفرض البحث عن رؤى أكثر شمولية تدمج الأبعاد التنموية والسياسية والاجتماعية.

بعد ذلك، أحال ولد اعليه الكلمة إلى رئيس الجلسة، د. عبد القادر محمد، الأمين العام لوزارة التهذيب الوطني، كاتب دولة مكلف بشؤون المغرب العربي، الذي شدد على أهمية هذه الندوة في ظل الأزمات السياسية والأمنية والاجتماعية التي تعصف بالمنطقة، مؤكداً أن الحوار وتبادل الأفكار بين الخبراء والمفكرين يمثلان نهجاً ثابتاً لمركز “مبدأ”.

واستمع المشاركون في بداية الندوة إلى مداخلة الباحث في قضايا التطرف العنيف بالساحل وإفريقيا الغربية، السيد المختار أوفى من فرنسا، الذي قدم مداخلة تأطيرية للندوة سلطت الضوء على الأبعاد التاريخية والاجتماعية للأزمة في الساحل والصحراء.
مؤكدا إن الأزمات التي يعيشها الساحل متعدد الأبعاد والأسباب ولايمكن ردها لعامل واحد.
وأضاف أن المظلمات التاريخية تخلق بيئة خصية للثورة وعدم الاستقرار في المنطقة، معتبرا أن المناطق الريفية عامة والحدودية منها خاصة هي الأكثر تضررا وتعرضا لمظاهر عدم الاستقرار.
كما قدم الكاتب والباحث المتخصص في قضايا الساحل والصحراء، الأستاذ محمد محمود أبو المعالي، ورقة علمية حول الحركات الجهادية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، وانعكاساتها الأمنية والاجتماعية على شعوب المنطقة، مشيراً إلى تنوع الجماعات المسلحة بين من يصنف كتنظيمات إرهابية وأخرى جهادية، مما يصعب عملية تعريفها وتصنيفها.

بدوره، تحدث الفقيه والداعية د. علي عثمان سنكري عن أهمية الدعوة الميدانية وتوعية المجتمعات المحلية في تحصينها من الأفكار المنحرفة، مبرزاً دور الدين والشريعة في ضمان السلم الاجتماعي وحماية الناس من السلوكيات الضارة. وأكد أن الخطاب الديني يجب أن يكون وسطياً معتدلاً وفق نهج السنة النبوية، بما يضمن الحقوق المتساوية ويعزز الأمن والاستقرار بين مختلف المكونات.

ومن بريطانيا، عبر تقنية الفيديو، تناول الخبير في قضايا الساحل والصحراء الكبرى، الأستاذ أكلي شكا، أوضاع الطوارق في ظل الصراعات والانتهاكات بالمنطقة، مركزا على أن أصل الأزمة مظلمة منطقة أزواد معتبرا أنها السبب في تفاقم الأوضاع السياسية والأمنية.
مؤكدا أنه مالم تحل هذه المظلمة ويتمتع سكان المنطقة بحقوقهم لن يكون هناك استقرار ولاتنمية في المنطقة.

وقد شهدت الندوة مشاركة واسعة من أكاديميين وباحثين وأساتذة ونشطاء في المجتمع المدني، إضافة إلى محاضرين ومشاركين عن بعد، قبل أن تختتم أعمالها بالنقاش والإجابة على أسئلة الحضور وتقديم مقترحاتهم وآرائهم حول الموضوع.

التهديدات الأمنية الراهنة في الساحل/ المختار أوفى باحث في التطرف العنيف في الساحل الإفريقي

 

تعد التهديدات الأمنية في منطقة الساحل الإفريقي (مالي، بوركينا فاسو، النيجر، تشاد، نيجريا وتخوم دول خليج غينيا) نتيجة تفاعل وتضافر معقد لعوامل سياسية، أمنية، اقتصادية، بيئية، واجتماعية. ولا يمكن إرجاعها لسبب واحد أو إثنين فهي متعددة الأسباب والأبعاد والمظاهر
وقد أومأ مؤشر الإرهاب العالمي1 إلى أن بوركينا فاسو هي الدولة التي شهدت أكبر عدد من القتلى في عام 2024، حيث سُجل مقتل 1907 شخص، وهو ما يمثل 22% من إجمالي عدد القتلى نتيجة الإرهاب في العالم. كما شهدت البلاد أكبر زيادة في عدد القتلى مقارنة بعام 2023، بزيادة قدرها 68%. ووقعت أربع من بين عشر هجمات إرهابية الأكثر دموية في العالم في بوركينا فاسو. على سبيل المثال، قُتل 170 مدنيًا في هجوم على قرية في شمال البلاد.
وصلت مالي إلى المركز الثاني عالميًا ب 1589 قتيلًا، تليها إيران ب 994 قتيلًا، ثم باكستان ب 689، ونيجيريا ب 649. وباستثناء إيران وباكستان، اللتين تعدان من الدول المتضررة من داعش وطالبان، تواجه البلدان الأفريقية في الساحل (بوركينا فاسو ومالي ونيجيريا) مجموعات متطرفة تعمل تحت راية الدولة الإسلامية أو القاعدة.
علاوة على ذلك، أصبحت منطقة الساحل، منطقة انتشار متسارع للإرهاب. ويبرز المؤشر أن هذه المنطقة تمثل 47 % من عدد القتلى بسبب الإرهاب في العالم، على الرغم من الانخفاض العام في الهجمات. لكن إحدى الخصائص التي تميز العنف في هذه المنطقة هي أنه موجه ضد المدنيين، حيث استهدفت حوالي 70 % من الهجمات المسجلة المدنيين، لا سيما في القرى والمناطق الريفية النائية، بينما انخفض عدد القتلى في صفوف الجيوش، مما يعكس تغييرًا في استراتيجية الجماعات المتطرفة، التي تهدف إلى كسر معنويات السكان، والسيطرة على المناطق، وتعطيل جهود الدولة.
يشير التقرير أيضًا إلى أنه في منطقة الساحل، لا تكتفي الجماعات المسلحة بتنفيذ عمليات عسكرية من نوع حرب العصابات، بل تدير أيضًا بعض الأراضي، وتجمع الضرائب، وتفرض قوانينها، على السكان الذين تُركوا لوحدهم في مواجهة الجماعات المسلحة، في غياب تام للدولة.
وقد نتجت هذه التطورات التي جعلت من الساحل النقطة المحورية للإرهاب العالمي وقاعدةً للعنف المسلح، عن عدة عوامل منها أسباب داخلية وأخرى خارجية:
الأسباب الداخلية
• ضعف المؤسسات الحكومية: الحكم المركزي، الذي غالباً ما يتسم بالفساد والمحسوبية وسوء الحكامة، يحد من قدرة الدول على تقديم الخدمات الأساسية وضمان الأمن. ويؤدي هذا النقص إلى فقدان الثقة من قبل السكان تجاه الحكومات. كما تعاني دول الساحل من عدم الاستقرار السياسي المزمن، والانقلابات العسكرية المتكررة،
• استغلال النزاعات التاريخية بين المجتمعات والتوترات العرقية (على سبيل المثال بين الفولان والدوغون في مالي) أو بين الرعاة والمزارعين. هذه الصراعات، التي غالباً ما ترتبط بالتنافس على الموارد المائية والغابية، تتحول إلى أعمال عنف دورية. وتستغل الجماعات المتطرفة غالباً النزاعات العرقية والمجتمعية لتبرير وجودها وتسهيل تجنيد الشباب. على سبيل المثال، تم استهداف بعض المجتمعات الفولانية من قبل الجماعات المسلحة ومن قبل ميليشيات الدفاع الذاتي أو القوات الحكومية.
• استفحال الفقر المدقع، وارتفاع معدلات البطالة، وغياب الخدمات العامة الأساسية مثل التعليم والصحة والماء المعين والطاقة والمواصلات والأمن، مما يجعل السكان عرضة للدعاية المتطرفة والتجنيد من قبل الجماعات المسلحة، وفعلا يؤدي نقص الفرص الاقتصادية، خصوصًا للشباب، واستبعاد بعض المناطق من جهود التنمية (مثل شمال مالي) إلى إنشاء بيئة خصبة لتجنيد الجماعات المسلحة أو الميليشيات.
• تجاوزات قوات الأمن وظلمها للسكان: تزيد الجيوش غير المكونة والمؤطرة والمموَّلة والمجهزة بشكل جيد وكاف، من توتر الأوضاع بانتهاكها لحقوق المواطنين وتقلل من شرعية الدول أمام السكان.
• النمو السكاني غير المضبوط: يؤدي نمو السكان المتسارع إلى زيادة الضغط على الموارد الطبيعية المحدودة بالفعل، مما يزيد من حدة النزاعات المحلية والصراعات على الموارد. كما أن الإدارة غير الفعالة للموارد الطبيعية في غياب السياسات الواضحة لإدارة المياه والمراعي أو الأراضي الزراعية والتعدين الأهلي، تذكي التنافسات المحلية، خاصة في سياق تغير المناخ
• المظالم التاريخية التي ترجع غالبًا إلى فترة الاستعمار والسنوات التي تلت الاستقلال، تغذي الرفض والثورة والخروج على السلطة في دول الساحل الأفريقي متجذرة بعمق في الديناميات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. منها:
الإرث الاستعماري: ترك الاستعمار حدودًا وهمية تقسم المجتمعات العرقية والثقافية، مما يخلق توترات بين الجماعات. كما أن الهياكل الإدارية، التي كانت غالبًا قائمة على الاستغلال والتهميش لبعض السكان، ساهمت أيضًا في استمرار تلك الممارسات بعد الاستقلال. يسكن في الساحل والصحراء الكبرى، أثنيات من البدو الرحل كالعرب والطوارق والفلان والكانوري والتوبو، يتبعون لدول يمثلون أقلية فيها ولا تولي أي اهتمام بتنمية مناطقهم أحرى إشراكهم في الشأن الوطني أو الاعتناء بثقافتهم أو دينهم. مع أن هذه الأثنيات هي التي كانت تحكم هذه المناطق قبل الاستعمار وقد حاربوه حتى تغلب عليهم. وبعد الاستقلال، واصلت الحكومات تهميش هذه المناطق وهذه المجتمعات، وخاصة المناطق الريفية والبعيدة من المركز. غالبًا ما كانت الموارد والاستثمارات تتركز في العواصم والمراكز الحضرية، مما ترك بقية السكان في حالة من التخلف المزمن. لذلك يرون أن الأحكام الحالية امتداد للحكم الاستعماري.
وفضلا عن ذلك أدت الانقسامات الإثنية والمجتمعية، التي تفاقمت أحيانًا بفعل هذه السياسات، إلى توترات وعنف متكرر، إذ تشعر هذه المجموعات أنها مستبعدة من السلطة والموارد، مما يغذي المطالب الهوياتية والصراعات.
وطالما استبدت الديكتاتوريات والأنظمة الشمولية في الساحل وقمعت الحريات والحقوق الأساسية. تاركة ومرسخة لدى السكان، إرثًا من عدم الثقة تجاه المؤسسات السياسية وطموحًا نحو حكم أكثر عدلاً وديمقراطية.
وفي هذا المجال، شهدت بعض المجتمعات، ولا سيما البدو الرحل، انتهاكًا وقمعًا لحقوقها الثقافية واللغوية من قبل الحكومات المركزية. وغذى هذا الإنكار لهويتها مطالبات بالحكم الذاتي أو الانفصال.
ويشتكي السكان من فرض اللغة الفرنسية عليهم. وتهميش اللغة العربية والثقافة الإسلامية، ورغم فرض نظام التعليم الفرنسي عليهم منذ الاستقلال، فإنهم حافظوا على مدارسهم الأهلية التي أصبحت تتوسع وتستقطب أعدادا أكثر على مر السنين حتى أصبح في هذه الدول نظام تربوي موازي متكامل، غير أنه ممول من طرف الأهالي أساسا وما زالت الدول في الساحل لا تعترف بشهادات هذا النظام التربوي الأهلي والفرص أمام خريجيه قليلة والدوائر الحكومية لا تكتتبهم ولا تقدم لهم أي عون. ونجد نفس الشعور بالغبن الثقافي لدى المسلمين عامة في الدول التي لا يمثلون فيها الأغلبية، كساحل العاج وغانا والتوكو وبنين وبركنا فاصو .
كما كانت الثروات الطبيعية في الساحل تُستغل غالبًا من قبل شركات وفاعلين أجانب بالتواطئ من النخب المحلية، دون أن يستفيد السكان المحليون منها بأي شكل من الأشكال. ولقد غذى هذا الاستغلال وهذا التواطؤ شعورًا بالظلم والنهب. من الأمثلة على ذلك منطقة أرليت في شمال النيجر التي كانت تصدر اليورانيوم لفرنسا منذ أكثر من خمسين سنة، لم ينعم فيها السكان بالكهرباء إلا منذ فترة وجيزة.
وتستغل الجماعات المسلحة هذه المظالم كلها لاكتتاب الشباب واستقطاب المجموعات ورجال الدين والقيادات التقليدية.
الأسباب الخارجية
• انهيار ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، مما أتاح تدفق العديد من الأسلحة الثقيلة والمقاتلين نحو الجنوب، لا سيما نحو مالي، النيجر وتشاد. مما سهل صعود التمرد المسلح في شمال مالي، ومهد الطريق للتدخل الفرنسي (عملية سرفال في عام 2013)، تليها تدخلات دولية أخرى.
• مع سقوط الموصل في 2017 والرقة في 2019، أجبرت الجماعات المتطرفة على البحث عن مواطن جديدة لانتشارها وأصبحت أفريقيا، خاصة الساحل، أرضًا خصبة لهذا التحول. وظهرت مجموعات مرتبطة بالدولة الإسلامية، مثل الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى (EIGS) أو الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا ( ISWAP). ، كما وطدت القاعدة وجودها بإنشاء منظمة خاصة بالساحل يرأسها ويديرها أبناء المنطقة، جماعة نصرة الإسلام والمسلمين
• فشل التدخلات العسكرية الأجنبية في احتواء التهديد. على الرغم من مرور أكثر عقد من الزمن من الوجود العسكري، لم تتوقف الهجمات عن الزيادة. وهذا ساهم في تغذية الشعور المعادي للغرب في عدة دول في الساحل، مما دفع المجالس العسكرية الحاكمة إلى طرد القوات الغربية والاتجاه نحو شركاء آخرين مثل روسيا والصين وتركيا والإمارات العربية.
• أصبح الساحل ساحة جديدة للصراع على النفوذ الدولي: في ظل انسداد التدخلات الغربية، لاسيما الفرنسية، تتدخل فاعلون جدد في أفريقيا. وهكذا عززت روسيا، من خلال مجموعة فاغنر وبعدها أفريكا كوربس، وجودها في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو. وفي المقابل، تعتمد الصين على القوة الناعمة والاستثمارات الاقتصادية وتدريب قوات الأمن الأفريقية. بينما تبقى الولايات المتحدة، رغم كونها أكثر تخف، متورطة من خلال قواعد الطائرات بدون طيار، والاستخبارات، والعمليات الخاصة. وتتدخل أيضا تركيا في النيجر وتحاول الأمارات العربية تعزيز شراكات مع دول المنطقة.
• تستخدم الشبكات الإجرامية منطقة الساحل كطريق عبور للمخدرات القادمة من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا. وتعمل هذه الشبكات على إضعاف السلط القائمة لتسهيل مرور قوافل السيارات المحملة بأنواع المخدرات من موانئ المحيط الأطلسي إلى الحدود الليبية
• تغير المناخ: على الرغم من أن دول الساحل تسهم بقدر ضئيل في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، تؤدي الفيضانات والجفاف إلى نقص في الموارد. وهذا يؤدي إلى تفاقم النزاعات بين المزارعين ورعاة المواشي على استغلال الموارد المائية والغابية، وهي الصراعات التي تستغلها الجماعات المتشددة لزرع الخلاف والشحناء بين المجموعات الأثنية. وكلما كبرت المدن بفعل هجرة سكان الريف، تتوسع على حساب الأراضي الزراعية التي تتمدد هي الأخرى على حساب مساحات الرعي، حتى كادت تختفي في بعض المناطق
• وأصبح الشباب الساحلي في غياب فرص التكوين والتشغيل، منخرطا في النشاطات العسكرية بجميع أنواعها من مرافقة وحراسة قوافل المخدرات إلى الدفاع عن الحي في إطار مليشيات الدفاع الذاتي أو الانخراط في الجماعات المسلحة المتطرفة. ولا يتطلب الأمر كبير عناء إذ يتعلق بإتقان قيادة الدراجات النارية واستعمال GPS و الأكا47 وهي أمور سهلة نسبيا

وتخلق المظالم التاريخية، جنبًا إلى جنب مع التحديات المعاصرة، بيئة خصبة للثورة وعدم الاستقرار في المنطقة. هذه الديناميكيات الداخلية – بالتزامن مع التحديات الخارجية – تخلق حلقة مفرغة من عدم الاستقرار..
الوضع الحالي
• العمليات العسكرية في منطقة الساحل الأفريقي تؤثر على عدة مناطق جغرافية، تتركز أساسًا في المناطق الحدودية والريفية التي غالبًا ما تكون صعبة الوصول لقوات الأمن.
المناطق الرئيسية المتأثرة:
• شمال مالي: تعتبر هذه المنطقة، لا سيما مناطق غاو، كيدال وتومبكتو وتاودني ومنيكا، بؤرة رئيسية للأنشطة الجهادية منذ أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. تعمل فيها جماعات مثل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (AQMI) ودولة الإسلام في الصحراء الكبرى (EIGS)، مستغلة الفراغ الأمني والتوترات المجتمعية.
•وسط وغرب مالي: تتعرض منطقتا موبتي وسيكو لهجمات جهادية، غالبًا ما تكون مرتبطة بالصراعات بين المجتمعات بين المزارعين والرعاة. تستغل الجماعات المسلحة هذه التوترات للتجنيد وتوسيع نفوذها. كما قامت الجماعة المسماة (JNIM) بتنفيذ عدة كمائن ضد القوات المالية وحلفائها في مناطق كوليكورو وكاي، بالقرب من الحدود السينغالية والنيور والنواره بالقرب من الحدود الموريتانية.
تم الإبلاغ في الأسابيع الماضية عن هجمات ضد قوافل صهاريج الوقود المحمية من طرف الجيش.. في محاولة لقطع الإمداد بالوقود عن العاصمة باماكو وإن نجحت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في ذلك، فسيكون للحدث تداعيات كبيرة في مالي والمنطقة برمتها. ودأبت مجموعة دعم الإسلام والمسلمين منذ مارس 2021 على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بينها وبين الجماعات الريفية المحلية، ” بموجبه يتبادلوا سلامًا نسبيًا مقابل احترام السكان لبعض الأحكام، أو مقابل دفع جزية”، كما حدث لأول مرة في قرية فارابوغو، بالقرب من سوكولو، في منطقة سيغو.
• المناطق الحدودية بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر، التي تُعرف غالبًا بـ”منطقة الثلاثة حدود، ليبتاكو كرما”، معرضة بشكل خاص لهجمات الجهاديين نظرًا لبعدها من المراكز الحضرية وحضور ضعيف للدول فيها.
• بوركينا فاسو: الشمال والشرق من البلاد، ولا سيما مناطق الساحل والوسط ، تأثرت بشدة بهجمات الجهاديين، مثل أنصار الإسلام وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا.
• النيجر: المناطق الحدودية مع مالي وبوركينا فاسو، وخاصة تيلابيري وطاوا، هي مناطق رئيسية لنشاطات الجهاديين وكذا الجنوب الشرقي من النيجر، بالخصوص ولاية ديفا بالقرب من الحدود مع نيجيريا، تأثر أيضًا بغزوات بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا
• تشاد : حوض بحيرة تشاد، المشترك مع نيجيريا والنيجر والكاميرون، هو منطقة عمليات لبوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا. تنفذ هذه الجماعات هجمات ضد المدنيين وقوات الأمن هناك.
•شمال نيجيريا: على الرغم من أن شمال نيجيريا يقع خارج منطقة الساحل الضيقة، إلا أنه يعد بؤرة رئيسية للنشاط الجهادي، لا سيما مع بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا. ولهذه الجماعات صلات بشبكات متطرفة تعمل في منطقة الساحل.
• توسيع نطاق تدخل الجماعات المسلحة في الساحل نحو الدول الشاطئية مثل كوت ديفوار، بنين، غانا وتوغو هو تطور مقلق يعكس الديناميكية المعقدة لانعدام الأمن في المنطقة.
هذه الجماعات، المرتبطة غالبًا بشبكات جهادية مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أو الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى تستغل الهشاشة المحلية لتمديد نفوذها. وتوجد عدة عوامل تفسر هذا التوسع منها الضغط العسكري المتزايد في الساحل: العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الوطنية والدولية دفعت بعض الجماعات المسلحة للانتقال إلى مناطق أقل مراقبة، في الدول المطلة على خليج غينيا، لتوفر غابات وكهوف تصعب السيطرة عليها عسكريا وإخراجهم منها.
. مسامية الحدود: إذ غالبًا ما تكون السيطرة صعبة عليها، مما يسهل الحركات عبر الحدود للمقاتلين والأسلحة
وتعرف هذه الدول الشاطئية هشاشة محلية على الرغم من أنها مستقرة نسبياً، إلا أنها تظهر نقاط ضعف مثل التوترات الاجتماعية، والفجوات الاجتماعية-الاقتصادية، وحكامة أحياناً ضعيفة. ويتم استغلال هذه العوامل من قبل الجماعات المسلحة للتجنيد وبناء أسس للعمل العسكري كجمع المعلومات ووضع خطط للإمدادات والتخفي.
الروابط مع الشبكات الإجرامية: تتعاون بعض الجماعات المسلحة مع شبكات الاتجار بالمخدرات، والأسلحة، والبشر لتمويل أنشطتها، مما يسمح لها بالتوسع نحو المناطق الشاطئية، حيث تكون هذه الشبكات متجذرة ونشطة.
تتميز هذه المناطق بمزيج من العوامل التي تعزز توسع الجماعات الجهادية: الفقر، التهميش، سوء الحكامة والتوترات بين المجتمعات. وتؤدي العمليات الجهادية هناك إلى عواقب مدمرة، بما في ذلك النزوح الجماعي للسكان، وأزمات إنسانية، وانعدام الأمن المستمر.

التداعيات
في الساحل، يحتاج 28.7 مليون شخص في بوركينا فاسو، والكاميرون، ومالي، والنيجر، ونيجيريا وتشاد إلى مساعدة إنسانية عاجلة إذ تم إجبارهم على الفرار من منازلهم، ولا يمكنهم توفير الطعام أو المياه الصالحة للشرب لعائلاتهم، وفقدوا بغض أفراد أسرهم فضلا عن سبل عيشهم، وليس لديهم إمكانية الوصول إلى الحماية والخدمات الاجتماعية الأساسية.
وحسب خطة الاستجابة والقدرة على الصمود للاجئين الماليين في موريتانيا 2025، أدى انعدام الأمن المستمر في مالي إلى تدفق مستمر للاجئين إلى موريتانيا، مع توقع حوالي 318,000 لاجئ بحلول نهاية عام 2025. هذه الحالة تضغط على الموارد والخدمات في منطقة الحوض الشرقي، والتي تعد واحدة من الأكثر تأثراً في البلاد.
• تفاقم الفقر وانعدام الأمن الغذائي.
• انهيار أنظمة الرعاية الصحية.
• انتشار الأمراض مثل الملاريا وسوء التغذية.
• إغلاق آلاف المدارس، مما أثر على تعليم ملايين الأطفال.
• نقص في إمدادات المياه النظيفة
• ضغوط كبيرة على المجتمعات المضيفة والبنية التحتية
• تبرير التدخلات الخارجية المتنافسة على النفوذ واستغلال الثروات
الآفاق الواعدة
الطريق إلى الاستقرار والأمن سيكون طويلا وشاقا، لكن مزيجًا من التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، والتعاون الدولي يمكن أن يفتح الطريق نحو استقرار تدريجي
• الاستثمار في التنمية: التعليم، توظيف الشباب والخدمات الأساسية
• مقاربة متكاملة: تجمع بين الإجراءات العسكرية الوقائية وبرامج التنمية القاعدية والحوار المجتمعي
• إشراك القادة الدينيين والتقليديين والشباب والنساء في عمليات السلام والوساطة والسياسات التنموية
• تعزيز التعاون الإقليمي عن طريق التحالفات الجهوية والاستفادة من الدعم الدولي وتكثيف جهود التنسيق.
• تنمية صمود المجتمعات المحلية: عن طريق مبادرات مجتمعية (الوساطة، إدماج المقاتلين التائبين) لمواجهة هيمنة الجماعات المسلحة.
• دعم القوات المحلية: تدريب وتجهيز الجيوش الوطنية لتجنب الانتهاكات ضد المدنيين

نماذج من الممارسات الجيدة
• مبادرات الوساطة للسلام:
◦ الاتفاقات المحلية في مالي (مثل في منطقة ميناكا): سهل زعماء المجتمع التقليدي اتفاقات سلام بين الجماعات المسلحة والسكان المحليين، مما قلل مؤقتًا من أعمال العنف. تعتمد هذه المبادرات على آليات تقليدية لحل النزاعات.
◦ منصات الحوار في النيجر: في بعض المناطق، سمحت المنصات المجتمعية بتخفيف التوترات بين المزارعين والرعاة، والتي غالبًا ما استغلتها الجماعات المسلحة.
• . برامج إعادة الإدماج ومكافحة التطرف:
◦ برامج إعادة الإدماج في بوركينا فاسو: سمحت المبادرات المحلية، المدعومة من قبل المنظمات غير الحكومية والشركاء الدوليين، بإعادة دمج بعض المحاربين السابقين في مجتمعاتهم من خلال التدريب المهني والمشاريع الاقتصادية.
◦ مراكز مكافحة التطرف في تشاد: تم إنشاء مراكز متخصصة لإعادة تأهيل الأفراد المتورطين في الجماعات المسلحة، من خلال الجمع بين التعليم الديني، التدريب المهني والدعم النفسي.
• الصمود الاقتصادي والاجتماعي:
◦ مشاريع زراعية في مالي والنيجر: – دعمت برامج محلية التعاونيات الزراعية وأنظمة الري، مما زاد من الأمن الغذائي وقلل من هشاشة السكان تجاه التجنيد من قبل المجموعات المسلحة.
◦ مبادرات ريادة الأعمال في بوركينا فاسو: – أتاحت مشاريع التمويل الصغير والتدريب للشباب، وخاصة النساء، إنشاء أعمال صغيرة، مما يوفر بدائل اقتصادية للانخراط في المجموعات المسلحة.
• حشد الشباب والنساء:
◦ جمعيات الشباب في النيجر: نظمت مجموعات من الشباب حملات توعية ضد التطرف ورعت أنشطة ثقافية ورياضية لتعزيز التماسك الاجتماعي.
◦ تجمعات النساء في مالي: لعبت النساء دورًا رئيسيًا في المبادرات المتعلقة بالوساطة وإعادة بناء المجتمع، وخاصة من خلال تسهيل الحوار بين الجماعات المسلحة والسلطات المحلية.

صدور العدد الرابع من مجلة مسارات

بيان صحفي

نعلن في المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية – مبدأ – عن صدور العدد الرابع من مجلتنا العلمية مسارات التي تُعنى بالبحوث والدراسات والمقالات الجادة في مختلف مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية، مع اهتمام خاص بالشأن الموريتاني والفضائين العربي والإفريقي

ونلفت عناية متابعي أعمال وأنشطة المركز إلى أن هذا العدد الجديد يأتي ليؤكد من جديد التزام المجلة بالصرامة العلمية والانفتاح على مختلف المدارس الفكرية والمقاربات البحثية، بما يساهم في إثراء النقاش العلمي وإغناء المكتبة العربية والموريتانية بمضامين دقيقة وحديثة

وقد تضمن العدد الرابع من مسارات مجموعة من الدراسات والأبحاث والمقالات المتميزة من بينها:
• التحديات الأمنية بالساحل وتأثيرها على الاستقرار في موريتانيا – محمد محفوظ محمود
• الحرية والقانون الأخلاقي عند كانط – المرابط اسنيد
• حجية الدليل المعلوماتي في الإثبات الجنائي – مانع سلمى
• الآراء الموسيقية لدى الكندي والفارابي – أم كلثوم الحمد
• مكانة رئيس الجمهورية في النظام السياسي الموريتاني – د. سيدي محمد ولد سيداب
• جرائم الأسرة – د. أحمد جدو اعليه
• هل حققت الجلسات التنقلية لثبوت الزوجية أهدافها؟ دراسة ميدانية – ذ. أنس سعدون

وبهذه المناسبة نجدد في المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية – مبدأ – دعوتنا للباحثين والمهتمين إلى جعل مجلة مسارات منبرًا للبحث الرصين والحوار المسؤول، والمساهمة معنا في تطوير هذا الصرح العلمي بما يعكس الطموح المشترك في بناء معرفة إنسانية رصينة وناجعة

ندوة رقمية على Google Meet تحت عنوان:الذكاء الاصطناعي والتحولات الاجتماعية: الفرص والتحديات والرهانات المستقبلية

نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية – مبدأ اليوم الخميس 28 أغسطس 2025 ندوة رقمية عبر تطبيق Google Meet تحت عنوان: الذكاء الاصطناعي والتحولات الاجتماعية: الفرص والتحديات والرهانات المستقبلية.

وفي كلمته الافتتاحية رحّب مسؤول الاتصال بالمركز، الأستاذ زيدان الحضرامي، بالحضور مؤكداً أن هذه الجلسة تأتي في إطار مواكبة المركز للتحولات الاجتماعية والثقافية التي يشهدها المجتمع، مع التركيز على الأثر العميق الذي أحدثه الذكاء الاصطناعي في المشهد العالمي المعاصر

الأستاذ الجامعي الدكتور السيد ولد أباه استعرض مسار الثورات العلمية التي مهدت لثورة الذكاء الاصطناعي، بدءاً من ثورة الرياضيات ثم الفيزياء، فالثورة الصناعية وصولاً إلى ثورة الاتصال والرقمنة وأوضح أن التحولات الاجتماعية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي تتمحور حول سؤال جوهري: كيف يمكن تحقيق التكامل بين الذكاء الاصطناعي والقدرات البشرية؟
وأشار إلى أن انعكاسات هذا التطور تتجسد في بعدين أساسيين:
-البعد السياسي: من خلال صعود التيارات الشعبوية في أوروبا
-البعد المعرفي: عبر التدفق الكبير للمعلومات وصعوبة الضبط الأكاديمي والتنقيح العلمي
وأضاف أن البشرية لم تتوصل بعد إلى الأدوات الكفيلة بضبط هذا التدفق المعرفي لكنها ستتمكن مستقبلاً من إيجاد آليات للتحكم فيه كما حدث في مراحل تاريخية سابقة على غرار التجربة اليونانية.

من جانبها، تحدثت الباحثة في الذكاء الاصطناعي الدكتورة فاطمة عبدو عن استخدامات الذكاء الاصطناعي على الصعيد المحلي وتجارب الحكومة الموريتانية في هذا المجال، مبرزة أن موريتانيا صادقت على الإطار العربي حول الذكاء الاصطناعي، وهي بصدد اعتماد الاستراتيجية الوطنية الخاصة به كما أكدت أن توظيف هذه التقنيات يمكن أن يسهم في تحسين جودة الحياة وتسهيل الولوج إلى الخدمات

أما الباحثة التونسية في مرحلة الدكتوراه خديجة المسعودي فقد قدمت تعريفا بالذكاء الاصطناعي وتاريخه وخصائصه مسلطة الضوء على أبرز التحديات التي تواجه المنطقة في توظيفه وشددت على ضرورة اهتمام الدول العربية بهذا المجال داعية إلى دخول الشركات التقنية بقوة وتعزيز حضور البلدان العربية، والانتقال من مجرد الاستخدام إلى فضاء الابتكار والمبادرة

الندوة عرفت مشاركة واسعة من طلاب وباحثين وأساتذة ونشطاء في المجتمع المدني قبل أن تختتم بالإجابة على أسئلة الحضور ونقاشاتهم المثمرة حول الموضوع

مركز “مبدأ” يصدر عددا خاصا بالمرحوم الشيخ الحسن البمباري

نضع بين يدي القارئ الكريم العدد الثالث من مجلة مسارات وهو عدد خاص بفقيد الوطن والثقافة الأمين العام للمركز الأستاذ: الشيخ الحسن البمباري اعترافا بأخوته، وجهوده، ومكانته الثقافية والعلمية.
نسأل الله أن يغفر له ويرحمه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ابتداء من هذا العدد – إن شاء الله- يمكنكم الحصول على نسخة رقمية من المجلة عن طريق الرابط المرفق:

https://drive.google.com/file/d/1JFI20O1oWHJmytf_lqFTH0-hUw4fxk5S/view?usp=drivesdk

نستقبل البحوث والمقالات والإسهامات العلمية والأدبية للأعداد القادمة عبر البريد الإلكتروني ‏‪[email protected]‬‏
للاستفسار يمكنكم التواصل مع رئيس تحرير المجلة د. أحمد جدو اعليه على الرقم 36.63.03.30 (00222)

نواكشوط .. طاولة مستديرة حول التنمية المحلية

نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية مبدأ بالتعاون مع بلدية عرفات يوم الأحد 05-06-2022 طاولة مستديرة حول “أدوات التنمية المحلية في ظل المقاربة التشاركية”. الأمين العام للمركز السيد الحسن محمد قال إن هذا النشاط يأتي في إطار سلسلة جلسات التنمية المحلية التي دأب المركز على تنظيمها في البلديات والمقاطعات، انطلاقا من استيراتيجية الأنشطة التي دأب المركز عليها. بعد ذلك تحدث عمدة عرفات السيد الحسن محمد وثمن التعاون مع المركز في هذا الموضوع المهم بالنسبة للبلديات والجماعات المحلية وشكر الحضور.لتتوالى بعد ذلك المحاضرات:المحاضرة الأولى مع الأستاذ محمد الأمين الفاظل تحدث فيها عن “تمويل الشراكات والأفكار الإبداعية الخلاقة” حيث بين المرتكزات الثلاث لهذه العملية الأفكار، الشراكات، التمويل.وبيَّن أن تحقيق هذه الأفكار يتم عبر الأجوبة لثلاثة أسئلة هي كيف أبدع أفكار رائد في المجال الجمعوي؟ كيف تتم شراكة ناجحة؟ وكيف أحصل على تمويل؟ والإجابة على الأسئلة يتم تحديد المشاكل والأولويات التي يجب أن تمس الأغلبية ويكون لمواجهة صدى لدى المجتمع وأن نبتعد عن التقليد. ثم في إطار البحث عن الشراكة حث على ضرورة وضع لائحة بجميع الشركاء في المجال الذي أنشط فيه، واشعار الشركاء بعدم التنافس معهم.. المحاضرة الثانية مع الدكتور سليمان ولد حامدن حول “دور المجتمع المدني في التخطيط المحلي وفق المقاربة التشاركية” حدد الفاعلين في المقاربة التشاركية: الدولة، القطاع الخاص، المجتمع المدني ثم أكد على أن البلديات والجمعيات المحلية هي الأقرب للمواطن بالرجوع إلى الصلاحيات التي أعطاها المشرع الوطني وهو ما يشكل فرصة لخلق تنمية محلية حقيقة عبر الانطلاق من احتياجات المجتمع الفعلية واشراك الجميع واشعارهم أنهم جزء من هذا التغيير، ثم عرج على أدوار المجتمع المدني وهي الرقابة والحماية والمشاركة والتخفيف من السياسات العمومية الهيكلية.المحاضرة الثالثة مع الباحث الحسن جنجين وقدم المحاضر قراءة في قانون الجمعيات رقم 004/2021 من خلال تحديد طرق تأسيس للجمعيات والمساطر الاجرائية المتبعة في قانون الجمعيات، وأكد بأن هذا القانون جاء في إطار جو الانفتاح السياسي من أجل تبسيط تلك الإجراءات وهو استجاب لمطلب قديم في لانتقال من الترخيص إلى التصريح.الأستاذ محمد الامين بيب تحدث عن تطبيق البلدية للمقارنة التشاركية في عملها عبر المخطط التنموي الذي تسعى البلدية إلى إنجازه بالشراكة مع هيئات المجتمع المدني، وقدم بعض الملاحظات ضمنها مآخذ البلدية على المجتمع المدني والتي من اهمها عدم توفر النزعة التخصصية للمنظمات وضعف الكفاءة..لتتوالى مداخلات الجمهور التي تركزت حول أهمية المقاربة التشاركية بالرغم من الصعوبات التي تواجه تطبيقها وأهمية التخصص في مجال المجتمع المدني، وملاحظات على عدم تطبيق القانون 04 /2021 وتم توجيه النقد للمنصات الإلكترونية المخصصة لتسجيل الجمعيات وترخيصها، كما تحدث البعض عن إقصاء الشباب من المشاركة، وعدم التكوين.

مبدأ.. ينظم ندوة نقاشية بمقاطعة الرياض

نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية – مبدأ صباح اليوم الخميس31 مارس 2022 ندوة تحت عنوان:” الحق في التنمية المرتكزات والرهانات والتحديات ” وكيل التنمية المحلية ببلدية الرياض سيد مرب تحدث خلال الندوة عن أبرز الإشكالات التي تواجه البلديات ” شبه الحضرية” والتي يعتبر أن بلدية الرياض إحداها.كما أشار إلى ضعف المشاركة الشبابية في حل هذه المشاكل التنمويةد احمد جدو تحدث عن الحق في التنمية انطلاقا من المقاربة القانونية معتبرا أنه حق أصيل على المواطن المطالبة به. وقد تميزت الندوة بمداخلات ومشاركات من فاعلين ونشطاء في المجتمع المدني

مبدأ يناقش رهانات الشغل في موريتانيا

نظم المركز الموريتاني للدراسات والبحوث والدراسات الإنسانية مبدأ مساء اليوم الأحد 21 نوفمبر 2021 ندوة علمية تحت عنوان “رهانات الشغل وإكراهات الواقع في موريتانيا-قراءة في التحديات والطموحات.”
الدكتور أحمد جدو ولد اعليه شكر في كلمته الافتتاحية الحاضرين والمحاضرين على تلبيتهم لدعوة مركز مبدأ، الذي أخذ على عاتقه طرق هذا النوع من القضايا وإتاحة الفرصة للنقاش والتبادل خدمة للوطن والمواطن.
المكلف بمهمة في وزارة الوظيفة العمومية حدي حمادي تحدث عن الجهود التي قامت بها الدولة مشيرا إلى ان إدارة الشغل تلعب دورا كبيرا في إنجاح أي عمل اقتصادي.
وأضاف “أن الدولة الموريتانية عملت على تأسيس إدارة شغل فعالة تقوم على ترسانة قانونية تخضع للتحديث والمراجعة  لتواكب التحولات الاجتماعية والاقتصادية”
رئيس نقابة مفتشي ومراقبي الشغل، محمد الأمين ولد محمد محمود قال إن هناك ثلاث ركائز في هذا القطاع هم أرباب العمل والحكومات والعمال مشيرا إلى دور ومساهمة كل واحدة من هذه الركائز.
وأشار إلى أن هذا القطاع تأسس مع نشوء الدولة الموريتانية وله دور بارز في الدورة الاقتصادية والسلم الأهلي.

وطالب بلفتة سريعة من الدولة لتحسين ظروف المفتشين والمراقبين لتمكينهم من تطبيق القانون وضبط القطاع.

الأمين العام للكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا عبد الله ولد محمد الملقب النهاه، قال إن السياسات العامة للدولة أهملت الأهداف المرجوة من قطاع الشغل ومحوريته.

وأضاف “الدولة صفت قطاع الشغل وعطلت عمله خلال العقود الماضية.”

وشدد “على أن صلاحيات مفتشي مراقبي الشغل معطلة وظلت حبرا على ورق مما يكرس تعطيل تطبيق القانون ويبقي العمال دون حماية.”

محمد امبارك زايد   عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا CLTM    قال إن الترسانة القانونية بحاجة للمراجعة وانه من الضروري التكيف مع التحولات الاجتماعية مشددا على ضرورة وجود العمال والمركزيات النقابية في وضع استيراتيجيات جديدة لمعالجة الاختلالات في مجال الشغل.
وختمت الندوة بردود المحاضرين على مداخلات الحضور

موريتانيا ورحلة البحث عن الذات: بين ترسيم العربية والتمكين للفرنسية *أ.د. محمد سيد أحمد فال (بوياتي)

تطرح قضية تغلغل الثقافة الفرنسية في الجهاز الإداري الموريتاني إشكالية تتجاوز بعد اللغة لتطال حدود الهوية، ولقد عمل الاستخدام الاجتماعي والسياسي الحالي للمعرفة الاستعمارية مجسدا في اللغة الفرنسية بالإدارة على توتير العلاقة بين الإنسان الموريتاني وذاته والمواطن ودولته والتأسيس لعلاقة قلقة مع الذات والتاريخ.

لقد استعانت الدولة الوطنية في نشأتها أساسا بالمترجمين وعمال الإدارة الفرنسية على قيادة دفة البلاد الجديدة المنبثقة وسط مجتمع تقليدي، وارتبطت الحظوة المعرفية بمدى القرب من المرجعية الفكرية للفرنسيين وتملك الرؤية الثقافية للمستعمر ودرجت الأدبيات الإدارية للفرنسيين على اعتبار علماء الدين الموريتانيين الأجلاء أميين لعدم تحدثهم الفرنسية.

ولم تتمكن الدولة الناشئة من تحقيق القطيعة المطلوبة بين الماضي الاستعماري والحاضر المستقل فبات ينظر إليها كصنيعة استعمارية لتولي المقربين للثقافة الفرنسية زمام قيادتها، وظلت الفرنسية لغة الإدارة بامتياز مع أنها لم تتسلل إلى المحيط الشعبي الذي تغريه الوضعية الاقتصادية وغياب الإرث الدولتي للبلد بالإبقاء على قليل صلة بالإدارة.

ولقد شهد مسار التخلص من عقدة اللغة الفرنسية احتكاكات متعددة اكتسى بعضها لبوسا وطنيا في أحداث 1966 وثوريا في قرارات 1973، وظلت المحاولات المتقطعة للتنصل والانسلاخ من الماضي الثقيل محكومة بسياق اقتصادي ضاغط وتاريخ ملح يقترب من الحاضر.

وعلي الرغم من انقضاء أزيد من نصف قرن على استقلال البلاد فان التوجهات التحررية تجلت أساسا في قرارات ظرفية أو إعلانات مبدئية لا تجد تجذيرا لها في الواقع بفعل العلاقة التاريخية المستبدة مستعمِر/مستعمَر و إكراهات الأنماط المقولبة التي تلصق أحيانا بالعربية من عجز عن مواكبة التطورات وعزلة في السياق .

ويحس المعربون العزلة في وطنهم من حيث فرص النفاذ إلى الوظيفة العمومية والترقي في الجهاز الإداري وسط نصوص نظرية تحتضنهم وواقع عملي يلفظهم في ما يجسد حقيقة الانفصام القائم بين النظرية والتطبيق.

وعلى الرغم من أن قضية التعريب باتت محسومة من الناحية الدستورية باعتبار اللغة العربية اللغة الرسمية، فإن الإدارة الموريتانية ما زالت عصية على التعريب بإرادة من بعض السياسيين الموريتانيين ودعم من الفرنسيين وفي غياب كامل لأي مبادرة من شأنها ضمان تجاوز الوضع الراهن.

وتأسيسا على ملاحظة انسلاخ النصوص القانونية من محيطها وسعيا إلى ضمان التصالح مع الذات بالترسيم الفعلي للعربية، تستمد التساؤلات التالية وجاهتها وتؤسس لمشروعيتها: هل تكفي الآليات التنظيرية لتمكين الموريتاني من التصالح مع ذاته بتطبيق الترسيم الفعلي للغة العربية وتمكين المعربين من تجاوز عقدة تفوق المعرفة الاستعمارية؟ ما تجليات تلك العقدة وإلى أي حد ساهم النظام الرسمي في تجذيرها بالفعل أو بغياب الفعل؟ وما الآليات الكفيلة بالتخلص من الشعور المستبد بالدونية لدى المعربين تبعا لمساءلة النظام الإداري المعمول به وأملا في تعزيز الآليات الذاتية والموضوعية.

تأصيل:
“ظهر إسم موريتانيا لأول مرة في وثيقة للوزارة الكولونيالية الفرنسية في دجمبر 1899 وذلك أثناء تشييد المستعمر الفرنسي لقواعده في السنغال”2، وقد عرفت هذه المنطقة عدة مسميات اعتمد بعضها على معايير غير جغرافية لتحديد فضائها الجغرافي مثل العناصر الثقافية وأسلوب الحياة، ومن هذه المسميات : بلاد شنقيط ، أرض الملثمين ، بلاد السيبة ، المنكب البرزخي ، بلاد التكرور ،أرض الرجال.

وتبعا لتعدد زوايا الرؤية والعصور تعددت زوايا معالجة الموضوع من قبل الباحثين بحساب مدى إيلاء الاهتمام حال التعريف للعناصر الثقافية أو السكانية أو السلطوية،

وفي هذا السياق اعتمد المؤرخ الموريتاني المختار ولد حامدن3 على اللغة والعادات والتقاليد والتاريخ لتحديد وحدة المنطقة التاريخية والبشرية.

و اعتمد الباحث الانجليزي نوريس (Norris) على الخصائص اللغوية والأدبية باعتبارها المميزات الأساسية للشناقطة.
أما تيودور مونو(T. Monod)الذي وضع خريطة للمجموعات الثقافية بالصحراء الكبرى فقد انطلق من تنوع وأشكال رحل الجمل وخلص إلى أن ميزات الشناقطة يصعب تحديد أصولها كما عمد باحثون آخرون إلى معيار اللهجة الحسا نية لتحديد المجال الجغرافي.

وعلى المستوى الإداري لم تعرف المنطقة قيام سلطة مركزية توحد كل أطرافها وسكانها المتصلين في أرجائها كما لم تخضع لحكم سلالة بشرية أو ثقافية أو حضارية واحدة.

ومنذ قيام دولة المرابطين في القرن الخامس الهجرى (426 – 441 هـ) ظلت المنطقة بدون سلطان مركزي قبل أن يخضعها الفرنسيون لاستعمارهم بداية القرن الـ20.

“ومع ذلك فقد ظل التاريخ السياسي القريب لموريتانيا وثيق الصلة بالتحولات الكبرى التي مرت بها المنطقة الشمالية لإفريقيا، رغم ما يميزه من سمات خصوصية أبرزها دينامية نشوء الكيان السياسي الموريتاني في ظرفية تحكمها إحداثيات زمانية ومكانية تنضح بمؤشرات وضع داخلي متأزم و إرادة استعمارية مترددة وحركية استقطاب إقليمي مزدوج”4

و كان من الواضح كما تبين الأدبيات الاستعمارية ضرورة وجود منطقة عازلة بين الفضائين العربي المتوسطي والإفريقي للحد من المد الديني والثقافي العربي في تلك الربوع منذ ظهور الدولة المرابطية4، وهو ما سيؤثر لا حقا على المعطي الثقافي بالمنطقة بما فيه مكانة العربية ودورها في تشكل الذات والهوية بموريتانيا.

“وتتشكل الساكنة من أغلبية5 عربية وأقليات زنجية من مجموعات البولار السنونكية والوولف يدينون جميعهم بالإسلام” وشكلت مدارسهم حصنا كبيرا لمقاومة الاختراق الثقافي الغربي وساهم فقهاؤهم في نشر الدين الإسلامي والتمكين للثقافة العربية بإفريقيا.

إن إكراهات النشأة وتنازع النخبة حول هوية الانتماء وحتي مشروعية وجود الكيان الجديد ولدت تذبذبا مشهودا لدي النخبة السياسية الوطنية الحاكمة في رسم المشروع الوطني للدولة الجديدة وتحديد هويتها الثقافية وعلاقتها بالمحيط الإقليمي.

إلا أننا نلمس بصفة جلية في الخطاب السياسي للرئيس الأول المختار ولد داداه وعيا متزايدا بهذه الإشكالية ضمن مشروع بناء “الأمة الموريتانية””إننا أمة تنشأ6، ولدينا الوعي بذلك، فلنبن الأمة الموريتانية،إن موريتانيا هي بالفعل جسر طبيعي وهمزة وصل بين العالم العربي المتوسطي والعالم الإفريقي الأسود”……مع ذلك فهو لا يريد القطيعة مع فرنسا في نفس اللحظات ويشدد على ضرورة الحفاظ على علاقة قوية معها إنه باختصار يدرك كل الأبعاد والتحديات المحيطة به التي تهدد هوية الكيان الناشئ ووحدة ذاته.

إن استقراء تاريخ ونشأة وتطور الدولة الوطنية يعكس بجلاء حقيقة أن إحدى سمات الإشكالية الكبرى التي طرحت على مسار تكوين الكيان السياسي الموريتاني المستقل كانت مسألة الهوية الثقافية السياسية للبلد.

و على الرغم من تجلي الانتماء العربي وعراقه هذا الانتماء إلا أن المشروع الاستعماري الفرنسي مافتئ يعمل على طمس هوية البلد من خلال سياساته الثقافية والترتيبات الاندماجية الإقليمية.

ولقد شكلت الورقة الثقافية إحدى أبرز تجليات الصراع السياسي الداخلي بين المجموعات الموريتانية المختلفة ،فركز التيار القومي العربي ، الذي ترجع جذوره الأولى إلى بوادر نشوء الحركة الوطنية ،على المطالبة بانتهاج التعريب الشامل في مجالات الثقافة والإدارة والأشغال وهو ما سيترتب عليه الأخذ بمبدأ ترسيخ اللغة العربية الذي تبناه مؤتمر حزب الشعب الحاكم المنعقد 1966م الأمر الذي مهد لإرساء إصلاح تربوي يقضي بإلزامية وترسيم اللغة العربية في المدارس الحكومية.

وقد أفضى القرار مع ما يحمله من إرادة في التصالح مع الذات، ولو بالتقسيط،إلى أزمة داخلية عنيفة تمثلت في احتجاج مجموعة تضم تسعة عشر إطارا تنتمي إلى الأقليات الزنجية حيث اعتبرت أن هذا القرار بادرة “للتحكم السلطوي ” ولممارسة هيمنة عرقية وفرض الاستلاب الثقافي على الأقليات ثم تحول الاحتجاج إلي صدامات عنيفة ذهب ضحيتها بعض القتلى والجرحى من الجانبين ورغم احتواء الأزمة بسرعة إلا أنها خلفت جروحا عميقة ستمتد أثارها غضة في المراحل التالية وبالرغم من تكرير الانتماء المزدوج الموريتاني عبر مقولة الأمة المندمجة الغنية بتعددها واختلاف مكوناتها فان كل تلك التأكيدات والخطوات لم توفق عمليا في حسم إشكالية الهوية ومكانة اللغة العربية .

غير أن خط التعريب وتركيز الهوية العربية للبلد قطع خطوات ملموسة بعد انضمام موريتانيا إلي الجامعة العربية عام 1973 واعتماد سياسة الاستقلال الثقافي7 وتدعيم الأصالة التي أدت في ما بعد إلي الإصلاحات التعليمية وتكريس اللغة العربية كلغة عمل و إدارة بعدما كانت الفرنسية لغة العمل بموجب الدستور.

ثم ظهرت في ما بعد حركات قومية 8(عربية الناصريون البعثيون حركة اللجان الثورية ) التي سعت إلى توطيد المكسب وإذكاء البعد العربي في البلاد.
الحسم المؤجل:
لم تحظ إشكالية الهوية وتوابعها بمكانة متقدمة ضمن أولويات الحكام الموريتانيين منذ ظهور الدولة الوطنية وباتت تثار أساسا وفق ردات فعل طارئة أو ردا على مستجد ضاغط ، وظلت البلاد محكومة في الجانب النظري باللغة العربية لغة رسمية وفي الجانب التطبيقي باللغة الفرنسية لغة عمل.

ولقد تسببت المراوحة بين تسييس النظام التربوي تعريبا وفرنسة في خلق جيلين متغايرين يسكنان الأرض ذاتها ويتكلم بعضهم لغات لا تمت إليها ولئن كان من الإنصاف الاعتراف بأن الخطأ لا يتحمله صغار القوميتين الذين كانوا ضحية نظام تربوي غير متوازن فإن الخطيئة تعود بالأساس إلى غياب الوعي الكافي لدى النخب الحاكمة بضرورة إيجاد حسم نهائي لإشكال الهوية وبمتطلبات التمكين للغة العربية وفاء للدستور و للتاريخ و للحاضر والمستقبل.

وفي ظل الانفصام الحاصل بين النظرية والتطبيق باتت المخرجات التربوية بعيدة كل البعد عن متطلبات السوق وعملت المؤسسات التعليمة على تخريج أجيال عاجزة تحمل شهادات غير مطلوبة وخبرات ناقصة وظلت السوق مغلقة أمام المعربين ومفتوحة أمام أقلية تتحدث باللغة الفرنسية تجد ذاتها أكثر حظوة في النفاذ إلى المراتب الإدارية وأقل شعورا بضرورات التصالح مع مكونات الذاتية الثقافية للبلد.

وفي كل عقدين تقريبا كانت الأحداث البسيطة والحوادث العرضية تنذر بانفجار و انشقاق اجتماعي شعاره اللغة ومن ورائه الهوية وكأن الدولة التي ينبغي أن تتفرغ لمعارك التنمية لم تحسم بعد أولوياتها في خيار الهوية بل باتت تؤجل في كل مرة الحسم أو تعمد إلى الطرق على أبواب مفتوحة حسم فيها الدستور منذ ظهور الدولة الوطنية وبات التجسيد العملي يعوزه تطبيق النصوص القانونية.

وفي عامنا هذا تكررت الأحداث ذاتها بعد تصريحات لمسؤولين حكوميين عن مكانة اللغة وعادت إشكالية اللغة من جديد بقوة بعد تبادل للاتهامات بشأن سعي بعض الأطراف بتصريحاته الهادفة إلى التعريب وتخوف بعض الطلبة الزنوج من فرض إلزامية التعريب بما يترتب على ذلك من إقصاء ممنهج من سوق العمل.

وانبرى القوميون من الفئتين مشجعين أو مستهجنين للقرارات الجديدة وفي كل الحالات تغيب المعالجة العقلانية ويطغي الطابع الاستعراضي الذي لا يسعي لمناقشة كنه الموضوع بقدر ما يهدف إلى الالتفاف عليه بالأساس أو كسب معركة إعلامية تتجدد كل سنتين ويكتفي أصحابها بالتمترس وراء عبارات القهر والإقصاء من جهة أو الانغلاق والعمالة من جهة أخرى.

تجليات مفارقة:
تعيش موريتانيا تناقضا صارخا بين الجانب النظري القاضي بترسيم العربية وفق مقتضيات الدستور وبين الجانب التطبيقي في الترسيم الفعلي للفرنسية.

وتكشف المتابعة الميدانية للحضور الفعلي و القيمي لهذه المعاناة في واقع التداول اليومي والأمثال الشعبية وللتندر والتنكيت ولم تتمكن الدولة الوطنية في مسارها الاستقلالي من التملص من هذه المفارقة في تصوراتها أو ممارساتها فاستسلمت لواقع ضاغط ولم تتملك الشجاعة اللازمة لبدء خطوة الترسيم الفعلي للعربية.

حتى رواد الإصلاحات التربوية الموريتانيين كانوا يرسلون أبناءهم صباحا إلى المراكز الفرنسية لتلقي الدروس وينعشون المحاضرات مساء حول واجب التعريب، كل ذلك إيمانا بأن المستقبل الوظيفي يفرض التعاطي بالفرنسية وتشكيكا بقدرة اللغة العربية على المواكبة أو المنافسة والتي لم تعد تطعم خبزا ولا تفتح آفاق عمل بالمفهوم البراغماتي الخالص.

لقد ساهمت عوامل متعددة في تعزيز هذا الحضور الدائم للفرنسية والإبقاء على اللغة العربية خارج التداول اليومي ومن بينها الارتباط التاريخي العلائقي مستعمر مستعمر وندرة العنصر البشري المتخصص في المجالات الفنية عند تأسيس الدولة وعدم مواكبة النظام التعليمي لمقتضيات التعريب وحرص النخب الجديدة في الدولة على الظهور بمظهر المنفتح الحداثي.

وظلت النظرة الممتهنة لخريجي اللغة العربية في المرفق العمومي من أكبر تجذرات التفرنس بالإدارة الموريتانية ومع هذه تجذر الظاهرة لم يعد تملك الإرادة السياسية لوحده كافيا للقضاء عليها ولا إعلانات الشرف أو المبادئ ما لم تتنزل ضمن مسار عام شجاع وجريء غايته التطابق مع القوانين المنظمة والتصالح مع ذاتية الشعب المسلوبة دون خوف ولا تسييس بتكريس التطبيق الفعلي للغة العربية لغة للادارة الموريتانية.

إن الاختيار، و الحسم بالنسبة للعربية في الواقع نظري، لأنه ليس اختيارا سياسيا وإنما هو حسم حضاري ووجداني. لا أحد يمكنه أن يتجرأ إلى حد أن يدوس تراكم القرون ويحرم ويسب الأجيال القادمة. الاختيار الوحيد الممكن والمعقول، بالنسبة لنظام جديد نابع من اختيار الشعب، هو إعطاء المشاكل الأساسية المعطلة حلولها وتحقيق ما عجزت أو امتنعت عنه الأحكام محل الجدل في جميع مناحي الحياة العامة، انسجاما وتطبيقا لتطلعات أغلبية المواطنين.
ويربط العديد من الباحثين الموريتانيين بين واجب الدولة في حماية حدودها وواجبها في الدفاع عن مقدساتها الثقافية.

“إذا كان واجب الدول أن تدافع، لكي تستحق اسمها وشرعيتها، عن حوزتها الترابية والوجود المادي لسكانها، فإن عليها أيضا بنفس الإلحاح أن تدافع عن روح شعبها، الكائن المعنوي والاجتماعي، أي الخصوصية والتميز الثقافيين.

إن الشعب مستقل عن المجال الجغرافي، إنه موجود كتأكيد هوية وانسجام مجموعة مترتبة حول قيم معنوية واجتماعية. إن أي شعب يؤكد وجوده المستقل ويشارك بفعالية في التعددية المنتجة للتقدم بدفاعه عن خصوصيته.
إن الشعوب الصغيرة في العالم المتخلف مهددة في كينونتها بخطر الغرق في الفضلات الطاغية للثقافة الغربية. إن فرض ثقافة أجنبية ومكافحة الثقافة الوطنية، بمشاركة الأقوياء، يهدد بإيصالنا إلى حال اللاعودة: وضعية الاستلاب وقطع الجذور”9

ولا يعدم الباحثون تقديم أمثلة الذوبان الحضاري للشعوب المستلبة وكيف انقرضت روحيا وقيميا وهي موجودة.

إننا نعرف مصير حضارات الهنود الحمر، قبل الكولومبية. هذه الحضارات اللامعة انهارت بسبب الهجوم الشرس عليها من قبل الأوربيين. إن الهنود الحمر بعد فقدان ثقافتهم فقدوا توازنهم، بعد السيطرة عليهم واستلام الكنيسة المسيحية لهم وتعاملها معهم كأطفال، إنهم قد فقدوا كل طعم وكل ذوق للحياة وعاشوا في بؤس معنوي تعس.

إنهم لم يعودوا يستوعبوا أي شييء، ويتصرفون فقط كالآلات وفقدوا الذاكرة المباشرة. نتذكر الحادثة الشهيرة المثيرة للشفقة: كانت الكنيسة تدق الجرس عند منتصف الليل لتذكرهم بالواجب الزوجي، لأنهم إذا تركوا لمبادرتهم الخاصة حتى ذلك لن يطرق لهم بالا.

ويربط العديد من الموريتانيين بين بقاء الكيان الموريتاني بمدى محافظته على لغته العربية.

إن الحفاظ على الروح والثقافة الوطنية يمر بالحفاظ والدفاع عن اللغة العربية. إذا بقيت اللغة العربية في هامشيتها، محاربة على النسق الحالي، مع مباركة الدولة، فإن مصير موريتانيا قد ختم: شعب مسلوب سيفقد كل صواب ومعنى في الحياة وكل رجاء في المستقبل.

في ما يخص اللغة العربية يبدو أن هناك أحكاما مسبقة وعقد خارجة عن الزمن والعقل يصعب، موضوعيا، استيعابها.
إنه أصبح الآن من المتعارف عليه عند المربين والمفكرين أن أي شعب لا يمكن له أن يتفتق ويصل إلى النمو بدون لغته الخاصة. إن أمثلة اليابان والصين وفيتنام وماليزيا تبرهن بشكل رائع على دور اللغة الوطنية في التقدم والتطور، أمامنا إذا: إما مثل اليابان و الصين وماليزيا وإما نماذج هايتي و قوادلوبه. فلنختر بينها.

معارضون:
كلما أثيرت قضية اللغة العربية في موريتانيا يراهن الطرح التغريبي على رفع لافتة الفرنسية كعنصر محدد للأقليات الإفريقية متناسين إسهامات المجموعات الموريتانية الإفريقية في مقاومة الغزو الاستعماري واختراق اللغة الفرنسية وتحول قراها إلى قلاع حقيقية لمقاومة الثقافة الاستعمارية10.

تعددت مبررات رفض التعريب العملي من قبل النخبة المستغربة و كانت اليافطات التي يحملها معارضو التعريب هي أن التعريب سيتسبب في فقدان العشرات لوظائفهم وفي غلق الإدارة أمام الطلبة الجدد المفرنسين متناسين أن التمكين للفرنسية تسبب في تعطيل الآلاف المعربين الذين لم تفتح الإدارة أمامهم أصلا وتعمل المنظومة التربوية سنويا على تخريج المئات منهم ليزيدوا معدل البطالة.

وعادوا مجددا إلى تكرار سيمفونية الإقصاء والقهر الثقافي للأقليات بينما يعني تطبيق الفعلي لترسيم العربية وجوبا خلق الوعي بالذاتية الثقافية السليبة بمكوناتها المتعددة وإسهاماتها في إغناء التاريخ المشترك للبلد المتنوع.

وكثيرا ما لا تطرح بالنسبة للنخبة المستغربة إشكالية تطوير اللغات المحلية بإلحاح و إنما فقط متطلبات الحفاظ على الفرنسية مشجبا للتصدي للتصالح مع التاريخ والهوية الوطنية في تغافل تام عن بديهة أن الفرنسية دخيلة بالنسبة للمعربين و بالنسبة للأفارقة أيضا وهي لغة أجنبية لا يعني متطلب الانفتاح عليها ضرورة التمكين لها على حساب اللغات الوطنية.

معركة الهوية : مخاطر التسييس والانغلاق
إن واجب الترسيم الفعلي للغة العربية بموريتانيا لغة إدارة وعمل وكجزء حاسم من التعاطي مع إشكالات الهوية باتت تطرح بإلحاح وفي ظل تجذر الخرق يبدو الخروج عليه نوعا من العبثية مؤلم ولكنه مطلوب. وتبدو واجبات النخبة أكثر تأكيدا في الاضطلاع بدورها في هذا السياق.

إن قضية التمكين للعربية يتعين انتزاعها من لوثة التسييس الذي أضر كثيرا بالنظرة إلى العربية وبات بعض ينظر إليها لغة يعني تعميمها قهر الأقليات مع أن هذه الأقليات لم تعرف يوما قبل الاستعمار إلا العربية لغة علم وعمل حتى ولو راهنت بعض نخبها المغربة على التعلق بجدار سميك من الدفاع عن الفرنسية لا دفاعا عن اللغات الوطنية بل سعيا خالصا للحؤول دون التمكين للعربية.
وكثيرا ما عانت إشكالية اللغة من التوظيف السياسي في موريتانيا مع أن الإشكال في هذا الصدد هو إشكال قانوني بامتياز، وفي حالات عديدة تتهدد الاعتزاز بالهوية مخاطر الإقصاء للآخر والانغلاق على الذات وقد أخطا الكثير من المدافعين عن اللغة العربية في موريتانيا وباتت أطروحاتهم تشي بقدر من الانغلاقية والفوقية بل والعدائية حيال اللغات الاخري وحيال الانفتاح وأساءوا للطرح بقدر ما أساء المتنكرون لأحقيتها.

إن تكريس العربية بهذا المفهوم العملي والقانوني يحمل في حد ذاته تطويرا للغات الوطنية لأن العملية تعني بالأساس وفاء المجموعة الوطنية لقيمها الذاتية التي تشكل ضمانة استمرارها وخشبة خلاصها من كل سلب واستلاب حضاري، ومن هذا المنظور قد يفهم تلقائيا أن أية عملية استعادة وتثمين للهوية الثقافية تشمل وجوبا تعزيز المكونات الثقافية الأخرى من بولارية و سوننكية ولفية و ويتم النظر إلى التمكين للغة العربية كجزء من مسار تصالح مع المكونات الذاتية بما فيها اللغات الوطنية.

ولا إشكال في ضرورات التعايش بين اللغات وواجب التطوير المستمر للغات الوطنية التي تم في الثمانينات تأسيس معهد لتطويرها إلا أن طبيعة الأداتية والتسييس وفق المقاربات التي كانت طاغية حالت دون استدامته وإعطائه الزخم المناسب والدور المطلوب.

ما العمل؟ آليات التصالح مع الذات والقانون
إن المفارقة التي كانت محل مساءلة طيلة الصفحات السابقة تقتضي التسلح بالشجاعة اللازمة والوفاء للمطلب الجماهيري الملح والواجب الدستوري من قبل السلطات الموريتانية بالعمل على التمكين للعربية في محيطها الطبيعي.

غير أن المقاربة الشاملة تستدعي في البدء تخليص العملية من كل شوائب الاقصائية و الاستلاب والسياسوية ومباشرة الاجرءات التي بدونها تتحول عملية تكريس التعريب من محطة متدرجة ضمن محطات استعادة هوية أمة بما فيها تطوير اللغات الوطنية إلى مجرد سيطرة مكونة على أخرى مما يضر طابع التناغم والتكامل بين هذه المكونات.

من هذه الإجراءات:

  • العمل على تكريس التصالح مع المقتضيات القانونية بترسيم اللغة العربية فعلا لا قولا لا سيما في الإدارات؛
  • مراجعة النظام التربوي بما يكفل المزيد من الاهتمام بالعربية وضمان التواصل بين الأجيال المختلفة (الشعب الواحد باللغة الواحدة)
  • تطوير اللغات الوطنية بإعادة افتتاح المعهد الوطني لتعليم اللغات وتأهيله و تشجيع المراكز والبحوث حول التاريخ الوطني في تعدده البناء وثرائه المشهود؛
  • تكريس سياسة تعليمية منفتحة تجعل من تعلم اللغات الأجنبية أولويتها دون إحلالها المكانة الرسمية؛
  • تشجيع الاندماج المجتمعي وتعزيز أبعاد التنوع؛
  • تدعيم البحوث حول الهوية الوطنية ومناقشة أبعادها دون تابوهات ولا تسييس.

البيبليو غرافيا
1) موريتانيا في الذاكرة العربية/د حماه الله ولد السالم/الطبعة الأولى /مركز البحوث والدراسات العربية/بيروت/لبنان2005 – مركز دراسات الوحدة العربية /ط الاولى/بيروت لبنان/2005

2) السياق والأنساق في الثقافة الموريتانية/محمد ولد عبدى/دار نينوى للنشر /سورية/دمشق2009

3) الامارات والنظام الاميرى الموريتاني/د محمد المختار ولد السعد/الطبعة الأولى/ نوفمبر2007

4) المجتمع البيضانى فى القرن التاسع عشر/محمد ولد محمدن/منشورات معهد الدراسات الافريقية2001

5) تاريخ موريتانيا العناصر الأساسية/د حماه الله/مطبعة النجاح الجديدة/الدار البيضاء/2007

6) الفتاوى والتاريخ/محمد المختار ولد السعد/دار الغرب الاسلامى/الطبعة الاولى2000

7) موريتانيا المعاصرة/سيد أعمر ولد شيخنا/دار الفكر/نواكشوط موريتانيا2010-

8) موريتانيا على درب التحديات/المختار ولد داداه /كارتالا/باريس2006

9) صحراء الملثمين /د النانى ولد الحسين/ دار المدار الاسلامى /البعة الاولى /2007

10) حياة موريتانيا/التاريخ السياسي/المختار ولد حامد/دار الغرب الاسلامى/الطبعة الاولى/2000

11) قبايل البيضان عرب الصحراء الكبرى /الشيخ موسى كمرا/تحقيق د حماه الله ولد السالم/دار الكتاب العلمية /الطبعة الأولى/2009

12) الفقه والمجتمع والسلطة /يحي ولد البراء /المعهد الموريتاني للبحث العلمي.

13) الزوايا فى بلاد شنقيط في مواجهة الاستعمار ايزيد بيه ولد محمد محمود/المطبعة الوطنية/الطبعة الثانية 2003
14) التوغل الاستعماري في موريتانيا/الرائد جلييه/ترجمة محمدو ولد حمينا/الطبعة الأولى /دار الضياء /2007

15) موريتانيا الثقافة والدولة والمجتمع/مجموعة باحثين /مركز دراسات الوحدة العرب

16) Tribus ethnies et pouvoir en mauritanie \Philip marchesin\Editions KARTHALA paris

مركز مبدأ ينظم ندوة في مقاطعة الميناء

نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الانسانية مبدأ مساء السبت 16 أكتوبر 2021 بقاعة الندوات ببلدية الميناء ندوة علمية تحت عنوان:” الأدوار التشاركية للتنمية بين المجتمع المدني والمنتخبين المحليين”


مسؤول الورشات بالمركز الأستاذ زيدان الحضرامي قال إن  :”  اللامركزية التي أصبحت الخيار الأمثل لتحقيق تنمية اجتماعية فاعلة ومندمجة بين مختلف الفاعلين خاصة في دول العالم الثالث التي لم تستقر بعد على نموذج تنموي بحد ذاته وهو ما يجعل دور الفاعلين والمجتمع المدني أساسي الى جانب ادوار البلديات والمجالس المحلية “
وأشار إلى أن هذا النشاط يأتي في “إطار مشروع اللامركزية الذي أطلقه المركز وبدأ من بلدية گرو بولاية لعصابة ثم تيارت في نواكشوط الشمالية وها نحن الْيَوْمَ بالميناء في نواكشوط الجنوبية وقريبا گورگل وترارزة.”
العمدة المساعد آيستا آبو جا رحبت في كلمتها بالحضور وثمنت جهود مركز مبدأ، وأعلنت عن استعداد البلدية للمشاركة في مثل هذه الانشطة التي تساهم في تعزيز مكتسبات الوطن والمواطن.
 د. سليمان حامدن حرمة قدم عرضا تحت عنوان:” دور المؤسسات المدنية في لامركزية صناعة القرار” ركز فيه على أهمية البعد التشاركي في التنمية في خلق فرص الفضاء العام، وتكوين تنمية ديناميكية وفعالة.
الخبير محمد محمود الشيخ البخاري قدم محاضرة حول المقاربة التنموية لبلدية الميناء ركز فيها على ثلاث نقاط هي: التشاركية وإشراك الفاعلين، وتشجيع العمل المشترك.
وأشار إلى أن هناك نوعا من التحكم الرسمي في البلديات هو ما جعل أداءها باهتا وضعيفا.
الأستاذ سي جبريل رئيس جمعية SOS نظراء المربون قدم عرضا عن تجارب التدخلات التنموية للمجتمع المدني المحلي “النظراء المربون كنموذج” ركز فيه على أهمية العمل المدني، مقدما نماذج من أداء منظمته التي تأسست قبل أكثر من عشرين عاما وقدمت مشاريع في مجالات الصحة، المياه التعليم .. إلخ
وختمت الندوة بالإجابة على أسئلة واستشكالات الحضور الكريم