18 أبريل، 2024، والساعة الآن 9:58 صباحًا بتوقيت نواكشوط
Google search engine
الرئيسية بلوق الصفحة 18

ندوة فاتح مارس: الحركة الحقوقية في موريتانيا.. مسار التشكل وطبيعة التأثير

0

نظم المركز الموريتاني للدراسات والبحوث الإنسانية “مبدأ” مساء اليوم الأربعاء 01 مارس 2017، ندوة تحت عنوان: “الحركة الحقوقية في موريتانيا مسار التشكل وطبيعة التأثير”.

وشارك في إنعاش الندوة التي ترأسها السفير بلال ولد ورزك، كل من د.بدي ولد أبنو، والحقوقي سعد بوه كمرا والحقوقية سعداني بنت خيطور.

كما حضرها عدد من قادة الحركات الحقوقية في موريتانيا من بينهم بلال ولد رمظان والسعد ولد أوليد ومحمد فال ولد هنضية.

 وقال رئيس المركز محمد ولد سيد أحمد فال الملقب “بوياتي”، إن الندوة تأتي ضمن خطة للمركز تهدف لتسليط الضوء على التاريخ الموريتاني، مضيفا أن مركز “مبدأ” سينظم أيضا ندوات مماثلة عن الحركات الثقافية الوطنية والتيارات القومية والإسلامية في موريتانيا.

وأوضح بوياتي في حديث للأخبار، أن من بين أهداف هذه الندوة جمع ذوي وجهات النظر المختلفة حول الحركة الحقوقية، مؤكدا أن اللقاء والنقاش سوف يمكن من الوصول إلى حلول للإشكاليات التي تواجه الوطن.

تابع الفيديو:

الربيع العربي… هل توقف؟ / د. السيد ولد أباه

0

ذكرت لي شخصية دبلوماسية عربية مرموقة شاركت في «منتدى اسبن» المغلق، الذي التأم الأسبوع الماضي بمراكش بحضور 26 وزير خارجية سابق من البلدان العربية والغربية أن الموقف كما توصل إليه المنتدى يتلخص في عبارتين: «انهيار مؤسسي جذري لبلدان الربيع العربي، وضياع الرؤية والتوجه لدى القوى

الدولية التي واكبت التحولات وشجعتها». بعد فترة الحماس المشروع والأمل الجارف، تزايد الشعور بالخطر والقلق من سير الأحداث في البلدان الخمسة التي مر بها «الربيع العربي»: احتقان سياسي وأمني وأفق مسدود في مصر وأزمة سياسية خانقة في تونس وفتنة أهلية وانفلات أمني في ليبيا، ومسار انتقالي متعطل في اليمن، وحرب أهلية حقيقية في سوريا. بعد حركية الثورة دخلت المنطقة العربية منعرج الأزمة، أي أزمات الانتقال والتحول التي توشك أن تصبح أزمات بنيوية عميقة، تطال شكل النظام السياسي والهياكل المؤسسية للدولة والأنساق الاجتماعية العميقة. كتب الفيلسوف السويسري الأشهر «جان جاك روسو» قبيل اندلاع الثورة الفرنسية :«إننا نقترب من حالة الأزمة ومن عصر الثورات، من يمكنه أن يخبرنا حول ماذا سيقع حينئذ؟». يقف الفكر العربي اليوم أمام سؤال مماثل ، بعد أن دخلت المنطقة عصر الثورات وتفاقمت أزماتها الداخلية في أوجهها المختلفة.

ويمكنني القول بعد حضور العديد من الندوات والمؤتمرات الاستشرافية للوضع العربي بعد التحولات الأخيرة الجزم بأن مصائر المنطقة العربية غدت ضبابية قاتمة، لا أحد يمكنه المجازفة بتحديدها بدقة وجلاء. ليس من همنا في هذا الحيز رصد أوجه أزمات التحول الراهنة في أبعادها السياسية والقانونية والمجتمعية التي سبق أن نبهنا إليها مبكراً في هذه الصفحة، وفي الكتاب الذي تتبعنا فيه ديناميكية «الثورات العربية الجديدة»، وإنما حسبنا التوقف عند الأفق التأويلي للحظة التحول التي اعتبرت تدشيناً لزمن سياسي عربي جديد.

تحيل مقولة الثورة في منابعها الفلسفية الأصلية إلى تصور جديد للزمن بصفته محرك التاريخ وصانع المعنى وأفق التحرر الإنساني. بهذه الخلفية أثرت الثورتان الفرنسية والأميركية في العقل السياسي الحديث وصاغتا الأطر الأيديولوجية والنظرية للأنساق الفكرية والمجتمعية المعاصرة. في الثورة يخرج الزمن السياسي من منطق الانتظام المؤسسي وهوية الجسم الاجتماعي الموحد، لكي تنفتح لحظة إعادة البناء الجذري وتشكل الشرعيات الجديدة ومراجعة النظم الاجتماعية والبنيات الدستورية والقانونية. حدث الثورة إذن يتنزل على الخيط الدقيق بين خطر التفكك والفوضى وزخم الأمل الطوبائي الخصب بتحقيق المثل الإنسانية المطلقة التي يتم الالتفاف حولها في أي نسق سياسي قائم مهما كانت شرعيته وعدالته. وما يبقى من الثورات الكبرى بعد انحسار زخمها الحدثي الاحتفائي هو الوعود التي تحملها والآفاق الرحبة التي تدشنها.

فإذا كانت الثورة الفرنسية في جانب منها هي حصيلة تأليفية لقيم النهضة الأوروبية والإصلاح الديني وفكر الأنوار، فإنها في جانب آخر منها هي مدونة حقوق الإنسان وأحلام الكونية الإنسانية التي حملتها مشروعاً مفتوحاً للبشرية (على الرغم من سوء استخدامه واستغلاله في الحروب الإمبراطورية والسياسات الاستعمارية التوسعية)، بل إن الثورة البلشفية على قساوتها وفظائع جرائمها حملت وعوداً خصبة مماثلة غذت المخيال الجماعي للطبقات المسحوقة والشعوب المقهورة، هل تحمل الثورات العربية الراهنة مثل هذه الوعود الخصبة؟ وهل تدشن بالفعل هذا الأفق التأويلي للزمن؟

لا مناص من الإقرار بأن الانتفاضات الشعبية العربية حملت في عفويتها وسلميتها وأجوائها الاحتفائية حلم التحول الجذري وطوبائية التحرر والانفكاك من قيود التسلط والاستبداد، إلى حد أن العديد من كبار المفكرين الغربيين اعتبروا «الربيع العربي» محطة فاصلة في مسار البشرية التي دخلت مجدداً عصر الثورة بعد انحساره ونضوبه، بيد أن عوائق ومصاعب الانتقال الديمقراطي التي عرفتها بلدان «الربيع العربي» سرعان ما صرفت الاهتمام إلى الإشكالين الجوهريين اللذين يطرحهما الوضع العربي الراهن وهما: علاقة الديمقراطية التعددية في شرعيتها الإجرائية بأطر المشروعية الدينية والقيمية للمجتمع، وضبط الخط الفاصل بين مقتضيات ومآلات المنافسة الانتخابية من جهة والضمانات المؤسسية البنيوية للممارسة الديمقراطية من جهة أخرى (للحيلولة دون شبح الديكتاتوريات الانتخابية). لم تعد حركية الثورة قوة دافعة راهناً في الشارع العربي المحبط، وإنما تحولت المقولة إما إلى خلفية ومرتكز للشرعية لأنظمة ورثت الأحكام التسلطية المخلوعة، أو إلى ورقة تعبوية للحركات الاحتجاجية التي تسعى دون نجاح إلى استئناف الزخم الأصلي للثورات.

لا يبدو أن أياً من البلدان العربية الأخرى مرشحة لسيناريو ثورات «الربيع العربي»، وإن كان بعضها يشهد نفس عوامل الاحتقان والتأزم التي قادت إلى مشهد التغيير الجذري الجارف: انهيار اقتصادي وأزمات اجتماعية خانقة وبنية سياسية تسلطية… في تونس حيث كنت الأسبوع الماضي ، قابلت أحد وزراء «الترويكا» الحاكمة، الذي صارحني، بأن التجربة التونسية فشلت لحد الآن في تقديم النموذج المغري للتحول الثوري الناجع. وقد اعتبر محدثي أن الخطر الذي يتهدد الحالة التونسية هو أن تفضي إشكالات ومصاعب التحول الانتقالي إلى مزيد من تردي الأوضاع المعيشة والأمنية، فبفقد شعار الثورة بريقه، مما بدت مؤشراته تخرج للعلن.

إن مكمن الخطر أن الثورات من حيث تعطيل للشرعيات القائمة وتقويض للنظم المؤسسية ولموازين الحكامة السياسية لا يمكن أن تتجاوز وضعها الاستثنائي بصفتها لحظة فارقة ومؤسسة، وعندما تتحول إلى وضع دائم تفضي إلى الفوضى والتفكك في الوقت الذي تغدو مجرد حركية عقيمة وهشة المخزون الرمزي والدلالي. ولذا فإن التحدي المطروح راهناً بقوة في الساحة العربية هو إخراج مطالب التغيير النوعي عن رمزية الثورة ومرجعيتها بتنزيلها في دائرة الصراع السياسي السلمي وموازينه الواقعية. كان العالم النفساني الفرنسي «جاك لاكان» يقول إن مفهوم الثورة ارتبط أصلًا بحركة النجوم، التي هي وحدها تثور، وذلك ما يؤدي بها إلى العودة دوماً لمواقعها الأصلية، وثورات النجوم لا تختلف عن ثورات البشر.

الوعي الواعي والوعي الناقص/ د.خالد الحروب

0

كواحدٍ من عشاق شنقيط وكنواكشوطي مخضرم عشتُ في المدينة قبل حوالي ربع قرن، علي أن أقول بأن نشوةً صوفية محلقة تغمرني كلما أجد نفسي هنا. أحس بأنني عدتُ ذلك الشاب الذي يحج كل صباح إلى شاطئ المدينة الرملي، قبيل التوجه للعمل، يحفه شدو فيروز للمدائن كلها، وما أن يحضنه هواء البحر حتى يشرع بالركض بلا هوادة على طول الرمل المشبع بماء البحر الجازر. كنت اركض بفرح غامض وعشق عذري مُبهم، وهأنذا أعود راكضاً نحو ذات العشق. التأملات والملاحظات التي أتداولها معكم الآن حول الكتاب والقراءة والوعي لم أرد أن تكون جافة وأكاديمية وتنظيرية، بقدر محاولتها مزاوجة مقاربة ذاتية وجدانية بتجربة ترحالية ما مع الكتب والوعي.
سألني أصدقاء كثر ما الذي جاء بي إلى موريتانيا وكنت أنهيتُ دراسة الهندسة المدنية حديثاً، وأصدقائي في جلهم توجهوا إلى الخليج، حيث العمل الواعد بمال ومستقبل. في أوراقي القديمة إجابة من كلمة واحدة على هذا السؤال الذي سألته أيضا لنفسي قبيل قبولي بعرض العمل المتواضع آنذاك. يومها كتبت في منتصف ورقة دفتر ملاحظاتي تلك الكلمة وأحطتُها بدائرة كبيرة، اذهب من أجل “المعرفة”. اذهب لأتعرف على الغرب العربي، على بلد ربما لن تتاح لي فرصة الذهاب إليه مرة ثانية. يا لروعة الأقدار على ذلك القرار، ولكم اعتز بتلك الإجابة الآن، وابدأ بها ملاحظاتي اليوم. المعرفة هي الكنز المجاني المنثور حولنا في الكتب وفي تجارب الحياة. هي الأغلى لكنها الأكثر وفرة والأكثر كرماً بذاتها، تمنح نفسها لروادها، بواباتها واسعة باتساع الفضاء بين اوغاريت وشنقيط.
كلما أبحرنا في المعرفة، وركضنا في فضائها الوسيع اشتد وعينا وصار اكثر عمقاً وحدة، واقتربنا مما يمكن وصفه بـ “الوعي الواعي”. لا ضرورة للتبجح بمحاولة تعريف “الوعي الواعي” لكن يمكن التأمل في بعض تمثلاته، ويمكن لنا ان نعيه اكثر لدى مقارنته بضده، او ما يمكن وصفه بـ “الوعي الناقص”. “الوعي الواعي” هو الوعي الواعي بنقصه والذي لا يرى اكتمالاً في ذاته، بل يواصل رحلة المعرفة الأبدية، اما “الوعي الناقص” فهو الوعي الموهوم باكتماله، والذي لا يرى نقصاً في ذاته ويقفل باب المعرفة، او يكاد. لنتأمل معاً تسعة تمثلات وتقابلات بين “الوعي الواعي والوعي الناقص”، وهي ليست حصرية مطلقاً بل انتقائية، واختيار “تسعة” على وجه التحديد وليس “عشرة” مثلاً قصدت منه الابتعاد عن “الإقفال” الذي توحي به الأعداد المدورة، عشرة، عشرون، ثلاثون، وهكذا. “تسعة” عدد غير مُكتمل … يقف على عتبة اكتمال عشرية لكنه لا يصلها، وهو بالضبط جوهر الوعي الواعي، اي البحث الدائم.
التمثل الأول في التناظر بين نوعي الوعي المتقابلين والذي نبدأ به هنا ليكن “وعي الرحلة مقابل وعي الوصول”. هو المدخل الأولي للتفريق بين وعي يرى المعرفة والحياة والعلم والتعلم رحلة لا تنتهي، ووعي ناقص منهمك بـ “الوصول”. الوعي الواعي ينتقل من مرحلة وعي إلى أُخرى في رحلة لا تنتهي، أما الوعي الناقص فيظن انه “وصل” وانه يمتلك الوعي المطلق والمغلق. التمثل الثاني للوعيين هو “وعي السندباد مقابل وعي السكون”، وهو امتداد لوعي الرحلة مقابل وعي الوصول، او هو رؤية له من زاوية مغايرة. السندباد هو الباحث المستديم عن الجديد، الشغوف بمعرفة الناس والجهات، المنطلق بلا بوصلة، يتلذذ بالاكتشافات الجديدة. وعلى الضد منه وعي السكون، المُتجمد، المتشكك من الآخرين، المُكتفي بالوعي الموروث والمنقول في مكان سكونه. التمثل الثالث هو “وعي الحرية مقابل وعي القسرية”: في الوعي الواعي الحرية هي قلب الحياة والكون وهي الاختيار، ولا مهادنة في ذلك. أما في الوعي الناقص فالقسرية جزء منه، والاستسلام لها والانقياد وراءها لا حيدة عنه، وهذه القسرية هي التي تقود في نهاية المطاف إلى إغلاق الوعي وإنهاء الرحلة باكراً بزعم الوصول.
التمثل الرابع هو “وعي الماضي والتواريخ المتعددة مقابل وعي التاريخ الواحد”، وهذا في غاية الأهمية لأنه يفرق بين الماضي والتاريخ. الماضي هو ما حدث فعلا وواقعاً في الماضي، أما التاريخ فهو ما كتبه أشخاص عن الماضي، وتضمن انتقائيتهم، وتفسيرهم، واختياراتهم، وانحيازاتهم. نحن لا نعرف الماضي، نعرف فقط التاريخ او بالاحرى التواريخ. لهذا كل امة وجماعة لها تاريخها الخاص، او قولبتها الخاصة للماضي التي تدعم حاضرها. وعي الماضي والتاريخ مركزي لأنه يفتح بوابات الأسئلة العريضة والشك الإيجابي في كل ما وصلنا، ويسهل علينا الولوج للأنسنة. وهذه الأخيرة، هي جوهر التمثل الخامس وهو “وعي الأنسنة مقابل وعي الانغلاق”، وهنا يتمدد الوعي الواعي إلى ما بعد الذات، إلى الآخر، ويستكشف فيه الجدة ومساحات التشارك الإنساني، بعيدا عن التراتبية الثقافية او الإثنية او الدينية. مقابل ذلك يتكلس الوعي الناقص عند حدود الانغلاق، ولا يعني ذلك عدم التواصل مع الآخرين، بل يحدث رغم التواصل. الانغلاق هو حالة ذهنية تفترض الفوقية والتفوق على الآخرين سواء صراحة او استبطاناً.
التمثل السادس هو “وعي الجمال مقابل وعي الحكم المسبق” وفيه يتبدى الوعي الواعي منحازاً للغوص في الجمال الكامن في الأشياء والناس والحياة، على الضد من شهوة الوعي الناقص بإطلاق الأحكام وفق معياريات مُسبقة الصنع ومتحفزة للتقييم. وعي الجمال يوسع أيضاً نطاق الأنسنة ويخفف من صدام المعياريات والثقافات المغلقة على ذاتها. امتداداً من وعي الجمال يأتي التمثل السابع وهو “وعي التموج مقابل الوعي الخطي”، وهو التمرد على الأفكار الخطية الحاسمة، والحتميات، والسرديات “التاريخية” المتبجحة بامتلاك أسرار الماضي وحسم خيارات المستقبل. وعي التموج هو السير “نحو المُستقبل” في منحنيات ودوائر تستكشف الجوار وتبدع في كل الاتجاهات، ولا تقع فريسة الوهم الخطي (الغيبي منه والحداثي).
التمثل الثامن هو “وعي الرمادي مقابل وعي الأبيض والأسود” وهو تمثل لئن كان وضوحُه يوفر شرحَه، فإن تجسده في الواقع والممارسة يظل الأصعب، نظراً لإغواء ثنائية الأسود والأبيض: معنا أم ضدنا، أنا الصواب المطلق وانت الخطأ المطلق، وهكذا. وعي الرمادي هو الإقرار بأن هذا الرمادي هو الأكثر اتساعاً في الحياة والأفكار والممارسات والماضي والحاضر والمستقبلات. اليقين بالرمادي يوفر علينا الكثير من الدم والصراعات ويعلي من نسبية “الحق”.
اختم بالبحر الذي بدأت به، بالتمثل التاسع وأُحب ان اسميه “وعي البحر مقابل وعي النهاية”، وهو تعبير اضافي واسهاب في التمثلات السابقة ليس إلا. إنه التأمل في البحر، في اسراره، في كينونته، في صوته، في لونه، في امواجه التي تتلاحق وراء بعضها وتنهي رحلتها الميؤوس منها على الشاطئ، حيث تنتحر بفرح هناك. ذلك يعني الامتداد واللانهاية. وذلك كله يعني التضاد التام مع وعي النهاية، ووعي إغلاق الملف. إنه وعي إبقاء كتاب الحياة الزاخرة مفتوحاً على كل الاتجاهات وكل الاحتمالات.

*من محاضرة أُلقيت في “فضاء كمارا الثقافي” في نواكشوط بتنظيم مكتبة الآداب، 2 شباط 2017
khaled.hroub@yahoo.com

د. بوياتي: تحول مالى إلى دولة فاشلة سيهز استقرار المنطقة

0

قال رئيس المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية  (مبدأ) وأستاذ العلوم السياسية بجامعة نواكشوط محمد ولد سيد أحمد فال (بياتى) إن شعور قادة الجماعات الإسلامية المسلحة فى ليبيا وسوريا بصعوبة الواقع المعاش، والبحث عن مسارات أخرى للتحرك بعد تكثيف المجتمع الدولى لضرباته المباشرة لمراكز الجماعات الجهادية، يجعل من مسؤولية القادة الأفارقة وخصوصا فى دول الساحل التحرك بسرعة لمواجهة الآفة المستحكمة ووضع رؤى وخطط لمواجهة المخاطر المحتملة بشكل جماعى.

وقال ولد سيد أحمد فال فى حوار مع التلفزة الموريتانية إن الفشل الفرنسى فى منطقة الساحل وعجزها عن مواجهة الوضعية الأمنية الهشة فى الشمال المالى، يجعل من تدخل الدول الفاعلة فى المنطقة والمعنية باستقرارها أمر لامناص منه.

ورأى ولد سيد أحمد فال أن الخطأ يكمن فى دفع الفرنسيين بقوى جامدة إلى معسكرات محددة فى الشمال المالى، كل همها التحصن خلف أسوار الثكنات الهشة، وانتظار الموت الذى يتفنن المسلحون فى تنويع مصادره عبر المفخخات أو إطلاق الصواريخ أو الهجمات المسلحة على المناطق التى توجد بها نقاط حساسة، وهو ماكان جليا فى الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسى “فرانسوا هولاند”.

حول قمة باماكو إن موريتانيا تطرح رؤية أمنية واقتصادية متلازمة، بحكم المخاوف الناجمة عن تمدد الإرهاب داخل دول الساحل، وضرورة معالجة الواقع الإقتصادى والسياسى بالمنطقة من أجل احتواء مختلف التحديات، مع تشكيل قوة ضاربة وحيوية تدحر الإرهاب وتطهر المنطقة من جماعات العنف وتهريب السلاح وتضع حدا للمتاجرة بالمخدرات، مع تحييد القوى السياسية التى حملت السلاح من أجل مطلب شرعى، والعمل من أجل حل الإشكال القائم فى الجارة مالى عبر الحوار والتفاوض.

ورأى ولد سيد أحمد فال (بياتى) أن أنجامينا ونواكشوط لديهم أجندة مشتركة ويحملان نفس الرؤى فى مايتعلق بمواجهة الإرهاب بأدوات محلية، مع التعويل على دعم الاتحاد الإفريقي باعتباره المظلة السياسية لمجمل دول القارة السمراء.

وأعتبر ولد سيد أحمد فال أن أول خطوة يجب القيام بها هى تدعيم الشرعية السياسية ومنطق الدولة الحاكمة بجمهورية مالى، لأن تحولها إلى دولة فاشلة من شأنه ضرب استقرار المنطقة، مع ضرورة التمييز بين جماعات تنتهج العنف كهدف ووسيلة، وبين جماعات أخرى استخدمت السلاح ضمن خلافها السياسى مع الحكومة المركزية فى باماكو، ويمكن تحييدها بالحوار ولها أجندة محلية معلومة ومحددة.

وأعتبر الأستاذ ولد سيد أحمد فال أن الغرب سيستوعب مع الوقت أن أمنه مرتبط بتنمية المناطق الأخرى، وأن فقر الساحل – الذى ساهمت فيه دول الاستعمار-  يشكل مصدر قلق ليس لدول الساحل وحدها ، بل لمجمل دول العالم ، لأن الإرهاب إذا أنتشر تضرر الجميع، وحركة الإرهابيين لم تعد عبر فضاء الساحل وحده بل عبر مجمل المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومن الأسلم تعزيز التنمية ودعم الجهود الإقليمة المقام بها لكسب المعركة قبل فوات الأوان.

إصدار: موريتانيا التي لا تغرب عنها شمس المراء السياسي

0

أصدر المركز الموريتاني للبحوث الإنسانية “مبدأ” لدي دار النشر المغربية “أبي رقراق” كتابا تحت عنوان ” موريتانيا التي لا تغرب عنها شمس المِرَاءِ السِيًاسِيِ”.. لمؤلفه الخبير و الكاتب السفير السابق المختار ولد داهي و قد قَدًمَ الكتابَ للقراء الاقتصادي البارز الوزير السابق الدكتور عبد الله ولد سليمان ولد الشيخ سيديا.

و  يزيد الكتاب علي خمسين مقالا تقع في  300 صفحة من الحجم المتوسط  تناولت بإيجاز غير مُخِلٍ متناسبٍ مع متوسط الوقت المخصص من القراء للقراءة مواضيع الوقت كإطفاء المظالم الاجتماعية المتوارثة و القابلة للاشتعال  و “النقد الناعم أصدق الشكر و أعذبه”و “السياسة الصفراء” و “النخب المُكِبًةِ “علي وجوهها” و” الإدارة المريضة” و” التقليد المؤسسي الأعشي” و “الوظيفة العمومية الحائرة” و” الحوار الحرون” و “التعليم المفخخ” و “الإعلام الحر الظالم و المظلوم” و التعايش العرقي و اللغوي  المنشود و التساكن العرقي و الشرائحي المفقود و عضلة التوازن المناطقي الكؤود…

و قد اختار الكاتب عنوان “موريتانيا التي لا تغرب عنها شمس المراء السياسي” تقديرا منه  بان الفكرة المتواترة و الناظمة لكل المقالات التي يحويها الكتاب  هي أن “مُخَدِرَ” التجاذب السياسي العنيف العقيم و السرمدي بين الموالاة و المعارضة قد عَطًلَ و أَضَلً العقل النخبوي الموريتاني عن الانتباه”للألغام الاجتماعية”العديدة التي تتخطف الوطن و المجتمع الموريتاني و تتربص به الدوائر!!.

و يعتبر الكتاب إسهاما مهما في تحريك المياه السياسية و الثقافية الراكدة بفعل استقالة النخب الوطنية أو ما وصفه الكتاب في أحد المقالات المنشورة بالكتاب  “بنكبة البيات النخبوي”.

ندوة تبحث مصادر التاريخ الموريتاني من خلال الأدب الشعبي

0

نظم المركز الموريتاني للبحوث و الدراسات الانسانية (مبدأ) ندوة ثقافية حول “مصادر التاريخ الموريتانى من خلال الأدب الحسانى، وذلك عبر نقاش كتاب “الموزون” لمؤلفه الأديب الصاعد محمد ولد أصوينع.

وقد شارك فى الندوة التى أفتتحها رئيس المركز – محمد ولد سيح أحمد فال (بوياتى) – عدد من أبرز الأدباء الفاعلين فى الساحة الموريتانية،وجمهور غفير من رواد المركز والمهتمين بالحراك الثقافى فى موريتانيا.

وقال رئيس المركز  د/ محمد ولد سيد أحمد فال (بياتى) إن الندوة تدخل ضمن الجهود المبذولة لتعزيز الحراك الثقافى بموريتانيا وتنشيط الساحة السياسية والثقافية وتشجيع الكتاب والمؤلفين من أجل مواصلة العمل وإنتاج المفيد للبلد، سواء تعلق الأمر بتاريخه وأدبه وإبراز أوجه التعايش والأخوة، أو تعلق بالأمر بالواقع السياسى من خلال تقييم الواقع ونقاش المستقبل والتحديات المطروحة فيه، وإسهام كل جهة من أجل تعزيز الاستقرار وتحصين مشاريع التنمية وإعلاء قيم الحوار والتفاهم والشراكة.

ولد سيد أحمد فال: موريتانيا بحاجة إلى صياغة رؤية لتعزيز المشترك وتطويره

0

قال رئيس المركز الموريتانى للبحوث والدراسات الإنسانية (مبدأ) محمد ولد سيد أحمد فال (بوياتى) إن تفعيل الهوية الوطنية الموريتانية بوصفها مرجعية العيش المشترك يستدعى صياغة رؤية واقعية وعقلانية عن وحدة وتجانس الكلى والفرعى، لأن نجاح المشاريع الكبيرة يتطلب تراكم الرؤى الواقعية عن طبيعة وحجم الإشكاليات التى تواجهها الأمة والدولة.

ورأي ولد سيد أحمد فال فى ندوة حول الرهانات السياسية والتعديلات الدستورية بموريتانيا مساء اليوم السبت 21 يناير 2017 أن استكمال معركة الإستقلال لاتكتمل إلا بتحقيق رهانات الأمة الموريتانية على مختلف الأصعدة، مستفسرا عن امكانية بناء رهانات لاتخشى إفرازات الصناديق ومفاجئاتها؟ وكيف يمكن دخول الانتخابات القادمة ضمن مشهد أكثر عقلانية ومؤسسية وثقة وأطمئنان اتجاه المشهد السياسى بموريتانيا؟.

ورأي ولد سيد أحمد فال أن  الأحزاب السياسية الموريتانية لاتزال تعانى من عيوب القطبية والشخصنة بدل بناء توافقات على المشترك فى ظل عالم متغير وسريع التغيير.

مبدأ: نداء نواكشوط إلى القادة العرب بمناسبة انعقاد قمة الأمل بانواكشوط

0

تسارعت الاستعدادات لتنظيم الدورة السابعة و العشرين لمؤتمر القمة العربية العادية بنواكشوط المزمع انعقاده في السابع و العشرين يوليو 2016 في ظرف عربي ” ومناخ إقليمي مميز وفارق

ويؤمل على  نطاق واسع ان يشكل مؤتمر نواكشوط  قمة التحول بامتياز وان تسهم القمة في التجاوب مع انتظارات الجماهير العربية،وتطلعات القوي الحية وان تستجيب للرهانات المطروحة عربيا

لقد مثلت جامعة  الدول العربية بوصفها الاداة التنفيذية للعمل العربي اداة مناسبة لتعزيز العمل العربي المشترك والتصدّي للتحدّيات ، وارتبط مسارا لعمل العربي الي حد بعيد  بمستو ي توافر الارادة السياسة لدى اقطاره  فالجامعة العربية هي انعكاس للصورة ألعربية والتحديات  التي تواجهها  الجامعة هي ذاتها تجميع  للإشكالات الفردية لأقطارها وهكذا ظلت الإرادة السياسية الرهان الحقيقي وباتت انتظامية الدورات تجليا لإرادة القادة في الدفع بالعمل العربي المشترك  والأساس والمنطلق  في كل عملية إصلاحية جديّة

ويواجه النظام العربي اشكالات جمة  للاضطلاع  بوظائفه الأساسية الأمنية والتنموية والتنسيقية ، وباتت  تهدده مخاطر جمة من قبل بعض القوى الإقليمية المنافسة التي اصبحت تقوم بوظائف النظام العربي وهو ما يستدعي استنهاض الارادات  لطرح صيغة تطوير جديدة لمؤسساته وهياكله المجسدة في جامعة  الدول العربية ، وتزداد حسرة وغيرة المواطنين العرب حينما يشاهدون يوميا انتظام و انسيابية و نجاعة و ديمقراطية تكتلات إقليمية اتحادية أو “ما قبل اتحادية” بأوروبا و إفريقيا و آسيا و أمريكا  يجمعها ويوحدها من أسباب و دواعي و مقومات الاتحاد و الاندماج تاريخيا و جغرافيا و لغويا و دينيا و استراتجيا ما هو أقل بكثير مما  كان ينبغي أن يكون “وَقُودَ”  الوحدة العربية “الغائبة” و”المنتظرة

ان استعراض المعوقات الهيكلية المؤسسة العمل العربي  تعكس بجلاء حجم التحديات  التي تواجهها مؤسسات العمل العربي المشترك ومستلزمات ومتطلبات تعزيز  لمشاركة الشعبية والتكيف  مع تحديات العصرنة اللازمة  وتحييد  المعوقات السياسية وخلق بدائل مجتمعية وتنظيمية كفيلة بإبقاء جذوة الاتحاد متقدة ،وهي أمور تستدعي منا كنخبة لفت النظر وتشجيع الدفع  نحو انبثاق ارادة جادة في التحول تؤمن النجاعة وتضمن فاعلية وجماعية القرارات  المتخذة  في قمة الامل بنواكشوط

قمة الامل  … فرصة التحول

    بقدرما تمثل استضافة  نواكشوط في حد ذاتها حدثا تاريخيا ومؤشرا  لتصالح  الشعب مع  ذاتيته ومع مساراته الوحدوية و لتفعيل  الدبلوماسية  الموريتانية   فانها يمكن  بحق  ان تمثل  قمة التحول سواء في التعاطي مع المستجدات الظرفية الملحة  او  تطوير  اليات العمل العربي او تحفيز  اليات التضامن العربي و توطيد اواصر الشعوب العربية مع محيطيها الاقليمي ومع بعضها البعض ويمثل انعقاد قمة نواكشوط فرصة لمساءلة ومراجعة  مختلف التحديات  والاستحقاقات وأولويات الجامعة  العربية وتحيين  اولوياتها المتعلقة بتفعيل دور جامعة الدول العربية فى المحافل الدولية و تطويرها بالانتقال بها من الجيل الأول للمنظمات الإقليمية حتى تستطيع أن تتعاطي مع استحقاقات المرحلة ودعم الجهود الوطنية نحو التطور و الديمقراطية  والمشاركة ،ومنح الاولوية لقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى العالم العربى وصولاً إلى تحقيق حلم السوق العربية المشتركة،و معاهدة الدفاع المشترك ،ودعم الشعب الفلسطيني فى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة، وقيام دولة فلسطين الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف

وتنعقد قمة نواكشوط في ظرفية زمنية استثنائية بالنظر الى حجم وطبيعة التحديات التي تواجهها الأمة مع حالة التشظى التى يعيشها الجسم العربي وغياب  السياقات  الحاضنة المشجعة علي تحفيز العمل  العربي وتراجع اداء مؤسسات العمل العربي ألمشترك وتزايد  التحديات ومن بينها

ـ  تحديات إستراتيجية تجسدها خطورة الصورة النمطية التي تسعي جهات نافذة إلي إلصاقها بالعربي المسلم، كإرهابي وكمتطرف همجي فضلا عن الاختراق السافر الذي يتعرض له العالم العربي من قبل القوي الأجنبية التي يلاحظ داخلها تناميا كبيرا للمتشبثين بنهج صراع الحضارات
ـ
 تحديات أمنية خطيرة بسبب تصاعد الإرهاب التكفيري وتفشي مظاهر الغلو والتطرف الديني والصراعات المذهبية
ـ  تحديات سياسية متمثلة في الاوضاع  الامنية  التي شهدتها بعض الأقطار العربية وهو ما تسبب في  التهديد بتنامي حالات الدول الفاشلة في المنطقة
ـ  تحديات اجتماعية ناتجة عن اشكالية التعاطي مع طموح الأجيال الصاعدة ومتطلبات المجتمع الجديد في ظل عولمة متوحشة
ـ  تحديات اقتصادية ناجمة عن تفاقم تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية على الساحة العربية بعد التدهور الملحوظ لأسعار الثروات الإستخراجية من محروقات ومعادن  الخ
ـ  تحديات بيئية مرتبطة بآثار تفاقم التصحر والتقلبات المناخية مع  محدودية الإجراءات الوقائية وضعف السياسات الهادفة إلى المحافظة على الوسط البيئي

ويزداد الوضع تعقيدا في ظل  تعدد جملة من المعطيات من بينها

  
ـ انعدام رؤى  واستراتيجيات موحدة لمواجهة هذه التحديات نتيجة غياب دور ريادي قادر على تحقيق إجماع حول القضايا المصيرية
ـ عدم فاعلية هيئات الأمم المتحدة  بسبب حدة خلافات القوي ألكبري (الولايات المتحدة، روسيا) خاصة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وتنامي الأدوار المغرضة للقوي الإقليمية نتيجة التقاعس الملحوظ لدور القوي العظمي
–  تعذر حل قضية فلسطين المركزية مع تمزق المشهد العربي وتعطل عملية السلام. وصعود اليمين الإسرائيلي المتطرف وتباعد الهوة بين الفرقاء الفلسطينيين
–  تعطل آليات العمل العربي المشترك مع تعدد القرارات الهامة التي لم تشهد تطبيقا خاصة معاهدة الدفاع المشترك واتفاقيات التعاون الاقتصادي والاجتماعي
و رغم كثرة “مُوقظات الإحباط” فإن جذوة الأمل لا زالت  وَقًادَةً مُتًقِدَةً لدي النخب و المواطنين الموريتانيين الذين تنعقد القمة العربية لأول مرة علي أديم إقليمهم  متطلعين إلي أن تكون قمة عربية فارقة تضع الأصبع علي أوجاع العالم العربي و تصف لها العلاج المناسب و تخطو بالعمل العربي المشترك إلي دائرة نسيان جراح الماضي، وإعادة تأسيس الثقة المتبادلة و تقدير”التحديات و التهديدات ألوجودية للعرب جميعا أمنيا وسياسيا و اقتصاديا

واستشعارا لهذه التحديات و المقاصد نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية (مبدأ)ندوة رفيعة المستوي ضمت بعض الوزراء و السفراء السابقين و الأساتذة و الباحثين  النابهين و الإعلاميين  و رموز المجتمع المدني اللامعين حول موضوع “قمة العرب بنواكشوط: الفرص و التحديات” وكانت مناسبة لتشخيص التحديات الجسام  التي تهدد بقاء بعض الدول العربية و تتربص بالبعض الآخر الدوائر كما كانت سانحة لاستشراف فرص “إنعاش”و إنقاذ و استرجاع الجسم العربي لعافيته
وشدد المشاركون علي أن العالم العربي تَتَهدده مخاطر: تغول الاحتلال الصهيوني و الانحياز  الواضح الفاضح للقوي العالمية الكبري ضد القضايا العربية العادلة “وبغي “بعض “الخلطاء” بمنطقة الشرق الأوسط ،و سطوة الأجندات الخارجية ،وتدهور الاوضاع  الامنية   ببعض الدول العربية المحورية واستفحال وتوسع الإرهاب و الغلو والتطرف وإشكالات الحكامة السياسية الداخلية …الخ وأكد المشاركون علي ترحيبهم  اعتزازهم  باحتضان  نواكشوط  للقمة الدول العربية    ودعوا  الي  واجب تملك القادة العرب لاستحقاقات اللحظة العربية الراهنة خلال قمة نواكشوط المرتقبة بما يتطلبه ذلك من اتخاذ قرارات شجاعة  تتصدي للتهديدات وتستجيب للتحديات

 التوصيات

وأمام هذه الوضعية المعقدة اصدرالمشاركون  في ختام أعمال الندوة  نداء أطلقت  عليه “نداء نواكشوط”   وهو نداء مكون من مطالب فى صيغة توصيات  سيسعون جهدهم إلي تقاسمه مع كافة النخب العربية ابتغاء تشكيل رأي عام عالم ناصح و ضاغط يهدف إلي ملامسة القمة العربية المقبلة لهموم و طموحات المواطن العربي و ابتداعها لآليات استنهاض و تطوير النظام العربي ودفع العمل  العربي المشترك

-إعادة النظر بشكل جذري في مؤسّسات جامعة الدول العربيّة وإجراءات عملها، ومن ضمنها آليات التصويت واتّخاذ القرارات وتنفيذها

– ـ ضرورة تعديل ميثاق الجامعة بما يضمن تفعيل مشاركة وانخراط منظّمات المجتمع المدني إعلاء القيم السامية لحقوق الإنسان ، وتعزيز مشاركة المرأة العربية والشباب العربيّ
-ـ بلورة رؤية  جديدة للنهوض بجامعة الدول العربية، والاستجابة للتطلعات الهادفة إلى إقامة نظام عربي  يُحصّن البلدان العربيّة ، ويضمن  تحقيق السلم والعدالة والديمقراطية والتنمية والتضامن والاندماج الاقتصادي العربييّ
– تحييد العمل العربيّ الاقتصاديّ عن العراقيل السياسية

– إنشاء “مرصد عربي للوقاية من الأزمات السياسية و الدينية و المجتمعية” يمثل “خزان أفكار و “قوة اقتراح”  ويضم فريقا مصغرا من خيرة علماء الدين والسياسة و الاجتماع

– تفعيل قرار وزراء الخارجية العرب في26 مارس 2015 بخصوص إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة مع ضرورة استخلاص الدروس والعبر من مآل معاهدة الدفاع العربي المشترك

– مراجعة بنية البرلمان العربيّ وإعطائه دورا تشريعياً يتجاوز المهام الاستشارية ، و إعادة النظر في الميثاق العربيّ لحقوق الإنسان ونظام محكمة العدل العربيّة  ،
و إعادة النظر في علاقة الجامعة العربيّة بالمنظمات غير الحكومية المُمثّلة لطموحات المجتمع المدني بالبلدان العربية،

– التأكيد على محورية القضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية على كامل ارض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف

-ضرورة تفعيل الاتفاقيات العربية العربية التي تصب في اتجاه تدعيم العمل العربي

ـ العمل على  فتح الحدود بين الدول العربية جميعها لتسهيل تنقل الأموال والأشخاص للعمالة والسياحة والدراسة وإلغاء التاشرة بين الاقطار العربية

– اتخاذ قرارات نافذة تضمن تحرير التجارة وتحفيز وحماية الاستثمارات  وسن معايير موحدة فى مجالات  الجودة والتصنيع
ـ توظيف طبيعة وحجم التحديات التي تواجهها الأمة وجعلها مرتكزا لاستنهاض الهمم ومحفزا لشحذ الضمير القومي
. إقرارمشاريع قومية ذات مردودية كبيرة مثل ربط جميع الأقطار العربية بسكة حديدية وخط بري سريع  ـ

– اعتماد مقاربة ناجعة لاجتثاث الإرهاب ومحاربة التطرف والغلو،و دعوة  المجتمع الدولي إلى دعم الجهود العربية في مكافحة الإرهاب واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتجفيف منابعه للحيلولة دون توفير الملاذ الآمن للعناصر الإرهابية

– إنشاء وتفعيل آلية لاستشراف الأزمات وتقويضها بدل الاكتفاء بتسييرها عند نشوبها

اعتماد برنامج قومي للنهوض بالمرأة  والشباب، اعتماد خطط لتنمية المواهب وتشجيع الإبداع وتحفيز الابتكار

– اتخاذ قرارات نافذة تضمن تحرير التجارة وتحفيز وحماية الاستثمارات

— ضمان توفير آليات للتنسيق المحكم لتسهيل التعاطي الفعال مع المسارات التي تجمع الدول العربية بالأطراف ألأخرى

– – العمل على تحقيق إرادة الشعوب العربية  في ترسيخ حقوق المواطنة وصون الحريات الأساسية والكرامة الإنسانية وحقوق المرأة وتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية وجودة التعليم وتعزيز إنتماء الإنسان العربي وفخره بهويته

– تبنى استراتيجية لتفعيل وتمكين اللغة العربية فى الاقطار العربية

–  توسيع دائرة المشاركة الشعبية وإعلاء مفهوم دولة القانون و ااحترام الحقوق الأساسية للإنسان وللقيم الديمقراطية

– إقامة مراكز أبحاث مختلفة تابعة لجامعة الدول العربية

– ضرورة فتح الحدود بين الدول العربية جميعها لتسهيل تنقل الأموال والأشخاص للعمالة والسياحة والدراسة

– دعوة العلماء والمفكرين في عالمنا العربي إلى تكثيف الجهود والتعاون فيما بينهم نحو التصدي للأفكار الظلامية والممارسات الشاذة التي تروج لها جماعات الإرهاب والتي تنبذها مقاصد الأديان السماوية و العمل على تطوير وتجديد الخطاب الديني بما يبرز قيم السماحة الرحمة وقبول الآخر ومواجهة التطرف الفكري والديني

نواكشوط 27 يونيو 2016

“المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية “مبدأ

مبدأ ينظم ندوة حول “رهانات تأسيس الدولة الموريتانية”

0

نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية (مبدأ) مساء الاثنين بنواكشوط ندوة حول:رهانات تأسيس الدولة الموريتانية ومتطلبات التجذر، وذلك بحضور عدد من السياسيين والباحثين.

وناقش المشاركون في الندوة العديد من الصعوبات التي واجهت تأسيس الدولة الموريتانية وأبرز المخاطر التي تواجه البلاد بعد 55 سنة من الاستقلال عن المستعمر الفرنسي.

وقد أثار رئيس المركز محمد ولد سيد أحمد فال(بوياتي) بعض النقاط كانت محل نقاش من المشاركين، من بينها نمط العلاقة السائدة خلال تجربة النظام السياسي المركزي بموريتانيا بين نخبة السلطة ومؤسسات الدولة ومستوى التحولات التي شهدتها تلك العلاقة.

وتساءل ولد محمد فال أيضا، هل تم التغلب على ندرة الموارد البشرية وانعدام البنية التحية وغياب الإرث الدولتي والإطماع الإقليمية الجامحة؟ أم أن بناء الدولة واكبته عيوب خلقية ترافق المولود طيلة حياته؟.

واعتبر الباحث الموريتاني السيد ولد اباه، أن تأسيس الدولة الموريتانية واجهه تحدي الأطماع الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى غياب مفهوم الدولة، مضيفا الفرنسي “كبولاني” هو من رسم ملاح الدولة الموريتانية أو دولة الصحراء في تلك الفترة.

وحذر عدد من المحاضرين من مخاطر غياب روح الوطنية لدى الكثير من النخب وغياب أي دور للسلطة من خلال غياب الخدمات الأساسية .

وقال بعض المحاضرين إن مشروع الدولة الوطنية أصبح مهددا، معتبرين أن جميع سكان موريتانيا سيسكنون العاصمة نواكشوط في أفق العام 2030 وهو ما يشكل خطرا يهدد وجود الدولة في الأصل بحسب قولهم.

الاسلاموفوبيا والحجاب والانفعالات “البافلوفية” / د. محمد بدي ابنو

0

“أرجو أن تنوروني. ما هي العقلانية الجمهورية والنسوية بخصوص ما يمكن أن نبدي من الجسم وما لا نبدي، في أماكن مختلفة وفي أوقات مختلفة ؟ منذ عهد قريب في بلدنا، بل وحتى يومنا هذا في صقلية وغيرها، ترتدي الأرامل الأوشحة السوداء والجوارب السوداء، والطرحة. ليست هنالك حاجة بهذا الخصوص إلى أن يتعلّق الأمر بأرملة إرهابي إسلامي.” آلين باديو

ـ1ـ

كما كتـبتُ سابقا فإن هذه العودة المزمنة في أوربا الغربية إلى موضوع الحجاب تكشف (أو تنزع الحجاب) عن مضمون يتجاوز بكثيرٍ منطوقَه، بلْ ويختلف عنه جذريا. أو على الأقل هكذا تُمكِن قراءة أغلب مستويات هذا السجال المستمر بصيغة أو بأخرى ومعه السجالات المرتبطة به كتلك التي تثيرها حاليا عريضةُ الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي والكاتب دني تيتنياك و”زملاؤهما” : “لا تمسوا كنائسنا!”. ولعلّ ذلك ما تحيل إليه عبارة رجيس دبري “ما يحجبه عنا الحجاب، الجمهورية والمقدس″ التي عنْونَ بها أحد كتيباته (2004). وهو كتيبٌ  يحجب هو أيضا ـ كما هو متوقّع ـ عن قرائه أكثر بكثير ممّا يكشف. ففي محتواه لم يزد رجيس دبري حينها على محاولة منح الصورة النمطية “الحِجابية” السائدة في الصحافة الفرنسية “شرعنةً فلسفية”.

ـ2ـ

قد يكون الفيلسوفُ الفرنسي آلان بادْيـو قد سجّلَ من خلال مقاله ” فيما وراء القانون اللحافي : الخوف ” الذي نشره في صحيفة لوموند (22 فبراير 2004)، أهمَّ المواقف التي أنجبها إذاك ما يمكن أن نسميه “أدبيات الحجاب الفرنسي”. أراد باديو أن يكون مقالُه المسهب نسبيا مرافعةً شاملة في وجه كل الأصوات التي ركبتْ هذه الموجة، والتي لم يتردد في نسبتها إلى من عدّدهم بسخرية لاذعة: “شيراك والاشتراكيين والنسويات ومثقفي الأنوار الذين أصابتهم عدوى الاسلاموفوبيا”.

ـ3ـ

والحقّ أن باديو لا يكف عن استعمال كل صيغ السّخرية من هؤلاء الذين وجدوا “أخيرا لفرنسا مشكلة على قدْرها: قطعة القماش التي تضعها بضع فتيات على رؤوسهن”، سخرية من “الغيظ المشتعل الذي تكشف عنه أعدادٌ من النسويات تجاه القلّة المتحجِّبة إلى الحدّ الذي أخذْن معه يترجين السوفياتي شيراك المنتخب بـ 82 في المئة أن يعيث باسم القانون، في الوقت الذي يتمّ فيه ابتذال الجسم الأنثوي، وتَعرف فيه الصورُ الخليعة الأكثر إذلالاً للإنسان تسويقاً كونياً”. إنها سخرية من الاستدلالات المتّبعة، من هذا الاهتمام المنقطع النظير بـ”موضوع بالغ الثانوية” كالحجاب إلى درجة وضْع عِلْم منطق عجيب خاص به، “منطق المنطلقات المتجددة”، بحيث يتمّ تغيير أسس الاستدلال بحسب الحاجة. “فينبغي مثلا تحريم الحجاب لأنه يعطي سلطة للذكور، للأب أو للأخ الأكبر، على هؤلاء الفتيات أو النساء. فليتم إذن إبعاد اللواتي يصررن على ارتدائه. وفي الخلاصة: هؤلاء الفتيات أو النساء مضطهدات فليعاقَبن، كأن يقال مثلا: هذه المرأة تعرّضتْ للاغتصاب فلنسجنْها. (…) أو على العكس: إنهنّ هنّ اللواتي اخترن بحرية أن يرتدينه، هذا الحجاب اللعين، هؤلاء الخارجات، المنحطّات (…) فينبغي أن يُنزعَ عنهن باسم العلمانية”.

ـ4ـ

قد يبدو باديــو أحيانا مبالغاً في استفزاز الرأي العام الغربي والفرنسي، وقد تبدو بعض العبارات اختزالية: “في الواقع فإن القانون اللحافي لا يعبِّر إلا عن شيء واحد: الخوف. الغربيون بشكل عام، والفرنسيون بشكل خاص لم يعودوا سوى فصيل مرتجف من الفزعين. ممّن يخافون؟ من البرابرة كالعادة. (…) لماذاَ يخافون ؟ لأنهم مذنبون ولكنهم يدعون البراءة أمام أنفسهم. (…) لكل واحد حَرْبه التي يستحقّ. إن كبار الأشرار في هذا العالم الذي يخدّره الخوف يقصفون بلا رحمة البلدان المنهكة، والأشرار الأقل شأناً يمارسون الاغتيال الموجّه لمن يزعجونهم. أما صغار صغار الأشرار فيصوغون قوانين ضد الحجاب. سيقال إنّ ذلك أقل جسامة. فعلاً. إنه أقل جسامة. أمام الفقيدة محكمة التاريخ سنُمنَح شروط التخفيف: اختصاصي في تصفيف الشعر. لم يلعبْ في القضية سوى دور صغير”.

ـ5ـ

ولكنّ ما يعلّل لهجة آلين باديــو هو إصراره البيّن من خلال تكثيف وقْع مرافعته على تأجيج رغبة الفرنسيين في استعادة قدرتهم على ممارسة النقد الذاتي. إنه تقريع الضمائر حتى تنظر في المرآة النقدية وتقاوم البدائية القـبَلية التي يمثلها رفض الآخر بما هو آخر. همّه هو تخفيف أثر المغناطيس الدعائي والإعلامي لهؤلاء الذين ظلَّ الراحل بييـــر بورديــي يسميهم «بالدكازفة» أي بمحبي المسبقات ويعني بهم المافيات «الفلسفية» الإعلامية التي يجسّد من كانوا يطلقون على أنفسهم الإسم الدعائي «الفلاسفة الجدد» (برنارد آنري لفي وأندري غلكسمان و”مريدوهم” الأكثر “جِدّة”)، قطبَها الأكثر شراسة كنسخة فرنسية “مطوَّرَة “للمحافظين الجدد”.

ـ6ـ

جاء صوت باديــــو الأقوى والأكثر صراحة وجرأة، ربما بحكم المكانة المركزية التي أخّذ يتمتّع بها في العقد ونصف العقد الأخيرين بين الفلاسفة والكتاب الفرنسيين، دون أن يعني ذلك أنه الوحيد الذي حاول الوقوف في وجه تيار “الاسلاموفوبيا” الجارف. فلم يكن طبعا الوحيد الذي لم يحجب عنه الحجابُ الأهدافَ التي لم تعد تـخفيها بعض المافيات الإسلاموفوبية المتنفّذة. ميزة موقف باديــو هي هذه الجرعة النقدية المركّزة التي تصدىّ من خلالها للموجة الإسلاموفوبية في اللحظة التي توهمتَ فيها الأخيرة أنها استكملتْ سيطرتها كلّيا على الرأي العام. إذْ إن الأحادية الدعائية تمثّل الرصيد الأساس الذي تستثمره العناصر الاسلاموفوبية النافذة في وسائل الإعلام الأوربية. فلم يعد يخفى على هؤلاء منذ ظهرت قضايا الحجاب الأولى العام 1989 ما للأخيرة من قابلية للاستثمار في استراتيجياتهم الخاصة ومن قدرة على تأليب الرأي العام الفرنسي والأوربي بيمينه ويساره على مسلمي “الداخل” كما على مسلمي “الخارج”.

ـ7ـ

كيف يمكن تفسير هذه “النجاعة الاستثمارية” الاستثنائية لقضية الحجاب في أوربا بالنسبة للاستراتيجيات الاسلاموفوبية؟ نستطيع الإجابة جزئيا على هذا السؤال وربما على أسئلة أخرى مماثلة حين نبادر ونقرّر منذ الآن ودون تحفّظ أن الهدف المباشر “للدكازفة” ظلّ كما هو :  استدرار مواقف انفعالية “غزيزية/ عفوية” من المسلمين، استرار ردّ فعل شرطي تمّتْ “بفْلفَتُه” منذ سنوات. وكما كان متوقعاً فقد وقعتْ ردودُ الفعل الإسلامية على قضية الحجاب في أوربا في الفخّ المنصوب لها مسبقاً من لدن المتنفذين المعنيين. فمعظمها كان ومازال بلا مواربة مشاركةً سخية “بافلوفية” في الاستراتيجيات الاسلاموفوبية.

beddy.iese@gmail.com