19 مارس، 2024، والساعة الآن 7:22 صباحًا بتوقيت نواكشوط
Google search engine

مشروع غزواني، ونهاية بن زِنْبَاعْ

القصة: ظل العراق عصيا على سياط الأمويين، منذ خلافة معاوية، حتى زمن الخليفة عبد الملك، فلم يعرف العراق ازدهارا ولا خضوعا تاما للأمويين، حتى جاء الحجاج بن يوسف، الذي بدأ مراسيم عمله بخطبته المشهورة، والتي تعد من أمهات البلاغة، وقد دخل الكوفة مغيب الحقائق، فأماط اللثام عن وجهه وبدأ الخطبة بقوله (أنا بن جلا وطلاع الثنايا) وأنهاها بجملته التي بدأها بقوله (إني لا أقول إلا وفيت).

***

المقال: هل إننا حقا نسير في الاتجاه الصحيح، أم سيطول عنق الزجاجة أكثر من توقعاتنا؟ قد لا أكون متفائلا دائما، لكن لدي إحساس أن زمن المعاناة بدأ ينحسر.

قد يكون ما حدث هو نفس ما رسم في الأجندة المشتركة سلفا، وقد تكون مسالك الرفاق تفرقت قِدَداً، واستبد أحدهما بالثاني، أو تدخلت قوة أعلى من الجميع، لكن إذا كان كذلك فهل هي فرد، أم قوة فاعلة يخضع الكل لإملاءاتها؟ وقد تكون خارجية وقد تكون داخلية، وإذا كانت داخلية فهل انتقلنا من مرحلة الفرد المتغلب، إلى مرحلة المؤسسة المنظمة؟ وإذا كانت خارجية فهل ما زلنا نعيش في ظل استعمار مقنع.

أغلبنا يعيش في مرحلة التشتت، وما من أحد يجزم بشيء، الكل يريد أن يصفر العداد، والبعض قد فتح الشراع على شتى الاتجاهات وما زال محتارا، والحقيقة الأبرز هي غياب الحقيقة.

حتما أن شيئا ما قد حدث بالفعل، داخل قمة الهرم، وأن لعبة (دمراو) التي حدثت الأشهر الماضية لم تكن عفوية، فاللعب على تلك المساحات لا بد له من ظهير، وظهير قوي أيضاً، فتلك مساحات ليست فلاة وليست سبهلَلَةٌ، والانتجاع عليها يحتاج إذنا مسبقا من المالك، ولم يكن النواب وأطر الداخل، ليطؤوا منطقة الألغام دون مرشد متمرس، والجميع يعلم أنهم مستثمرون في السياسة وليسوا مقامرين، بل العكس. فأغلبهم مأمورون ومؤتمرون.

***

تختلف القراءة من مؤرخ لآخر حول تنميط أسلوب الحجاج في الحكم، فهناك من يصوره رمزا للاستبداد والضرب بالحديد والنار، وزرع رعب الحاكم في القلوب. وهناك رأي أكثر إنصافا، يصوره كرمز لرجل الدولة الحازم الذي وطد أركان حكم عصفت الفتن بكل أقطاره، وأصبح صورة حية لدويلات الطوائف وأمراء الحرب، ليس هذا وحده، بل إنه أرسى قواعد استقلال الخلافة إداريا ولغويا وتنظيميا وماليا وضم عشرات الملايين من الدنمات لها، وقسمها الى أقاليم مركزية تخضع كلها للإقليم الأم، في مَأسسة فدرالية تخفف الضغط على الخليفة وتترك له آفاقا واسعة للتفكير والتقييم والتنفيذ، وقد باشر كل ذلك بنفسه حتى قيل “الوليد يلهو والحجاج يحكم”.

هذا فيما اتفق الكل على تاريخ شخص الحجاج، مُدرّس القرآن الثقفي، القادم من الطائف المنخرط في جيش الخليفة، والمتدرج في رتبه بكفاءة حتى لفت نظر الخليفة رغم كثرة صمته، وقد كان قائده المباشر روح بن زنباع هو أول ضحايا طموحه بعد اختيار الخليفة للحجاج واليا على العراق، في إقصاء واضح لقائده، إذ أن ترقية أحد رجاله لرتبة أعلى من رتبته، يعد وضعا مهينا لمكانته.

***

ليس إعلان ولد الغزواني لفوزه بالانتخابات الرئاسية قبل الجهة المخولة بذلك – لجنة الانتخابات – أمرا يمر دون قراءة، وليس البيان المفاجئ الذي بثه التلفزيون الرسمي بوقف المبادرات المطالبة بمأمورية ثالثة في غياب الرئيس أمرا عاديا، ولم تكن تلك “الزمرة” من الوجهاء وسماسرة السياسة اليافعين في ممارسة الهواية لتمضي في طريق شائك كتغيير الدستور، دون أن تجد الضوء الأخضر من ظهير قوي، يمكن أن يعتمد عليه في أوقات الحرج.

صحيح أنه في دماء ساستنا، تجري كريات حمراء وبيضاء و”تملق”.. لكن تغيير الدستور لأجل شخص، يظل أمرا جللا في هذه الفترة، ولن يمضي أي برلماني عاقل في طريقه دون أن يؤمن ظهره وواجهته.

الحقيقة أن هناك من كان يريد بقاء الرئيس وليس الرئيس نفسه بالضرورة، وهناك من قطع عليه طريق ذلك، فحتى اللحظات الأخيرة ظلت قوى – مأمورة – تنفق أموالا طائلة – على شظف في العيش – في تمويل أنشطة تطالب بتغيير المواد المتعلقة بمأموريات الرئيس، وحتى حينما تجاوزنا تلك النقطة وأغلق الباب أمامها، ظل اثنان من أقرب رجال المؤسسة الحاكمة لقمة هرمها، آملين أن يكون أحدهما هو مرشح الأغلبية.

والقارئ المتأني للساحة يعلم علم اليقين أن الوزن الحقيقي للرجلين، ظل غائبا عن حملة غزواني منذ ولادتها حتى ووري جثمانها الثرى.

ما لا يساورني فيه الشك هو أن غزواني قد فُرض على الساحة، لكن من الذي فرضه، ونحن هنا أمام ثلاثة احتمالات لكل منهما قراءته:

الأول: أن يكون قد فرض من الخارج، وهذا يعني أننا مقدمين على فترة تحكم الشركات المتعددة الجنسيات في القرار السياسي، وسنعيش استعمارا مقنعا يكون فيه الرئيس مجرد موظف لدى الشركات التي توجه سياسة الدول التي فرضت الرجل.

والاحتمال الثاني: أن يكون الرجل، قد فرض من قبل المؤسسة العسكرية، وهذا يعني أننا أمام حالة تشبه الحالة التركية في فترة ما، حيث إن مؤسسة الجيش تصبح الفاعل السياسي الأبرز، وحتى لو كان الرئيس مدنيا فلا بد من مباركتها له، وهذا ما يعني حكما عسكريا مهما كانت مدنية القناع الذي يرتدي.

أما الاحتمال الثالث والأقوى بالنسبة لي: فهو أن يكون الرجل قد فرض نفسه بمساعدة الرئيس أو بطريقة أو بأخرى، لا يهم، المهم أنه فرض نفسه.

وهذا يعني أننا أمام رجل دولة حقيقي، رجل يحفظ نصيب شريكه في الغياب، لكنه لا يتنازل عن نصيبه مهما كلفه ذلك من مخاطرة.

إن من يشارك في انقلابين عسكريين على حاكمين قويين، لكل منها نقطة قوته، الأول استمدها من قبضته الحديدية، والثاني من شرعيته، ليس غريبا عليه أن يخاطر من أجل نصيبه في شراكة حكامية.

صرح الرجل في حوار سابق مع مراسل قناة الجزيرة أنه “إذا هانت النفس في سبيل الهدف، صغرت المخاطر في عين الفاعل”.

لذلك فإن التداعيات التي شابت الشهور الماضية كلها، هي مجرد تشويش على مشروع يقوده الفرد الأقوى رغما عن البقية وبرفض من أغلبهم، ومهما كان ذلك الرفض على استحياء، إلا أنه موجود فعلا.

وحسب ما يبدو فإن شخص الرئيس، هو الظهير الوحيد لغزواني في مشروعه، لكن معظم أفراد فريقه لا يخلون من شكوك تحوم حول ولائهم للمشروع. فاختيار الدائرة المقربة من الرجل أثناء حملته، واصطفاؤها ممن ضُمن ولائهم المطلق يعد أكبر دليل على صدق الفرضية.

ورغم أنه عين طاقم حملته من نفس الفريق القديم، إلا أن الأداء الذي قدم هذا الطاقم في الحملة الرسمية أضر بالمشروع أكثر مما نفع حسب المراقبين، وهذا ما يعد في رأيي تضييع لآخر فرصة منحهم الرجل.

فحسب المعطيات التقييمية فإنه لولا الحملة الموازية والتي اعتمد فيها غزواني على فريق محترف يعمل بجهود ذاتية متواضعة – والكلام لمصدر عليم – لما كان هناك حضور يذكر للجانب الاعلامي والأهم في حملة المرشح.

إن اصطحاب فريق مشكوك في ولائه لمشروع قيد الإنشاء، ليعد معولا ثقيلا لهدم هيكله، ولن يفوت ذلك على الرجل.

فتأسيس أي مشروع حكامي لا بد له من أشخاص مؤمنين به أولا، مخلصين له ثانيا، لديهم الولاء المطلق لقائده ثالثا، ثم يجب أن نعلم أن الولاء لا يتجزأ، وكثرة الرأي تفسده، وقليل العداوة يكفي لإحداث الضرر.

***

ذاق عبد الملك بن مروان الأمرين كي يقنع مستشاريه القرشيين، بتولية رجل من ثقيف على عرب بلاد الرافدين، وأن يطلق يديه في تأديب المارقين من مختلف بطون العرب، لكن حنكة عبد الملك وجزمه بولاء الحجاج المطلق له نجحا في إقناع مستشاريه بذلك، رغم أن ابنه سليمان وبن أخيه عمر من أقوى المعارضين لذلك.

***

وبعيدا عن التحفظ، فإن هناك بعض جهات موريتانيا لا تحب أن يشاركها أحد في الحكم أو تكاد، كما أن هناك إحدى درجات السلم الاجتماعي تضاهي تلك الجهة أو تكاد.

فذهنيات مرحلة ما بعد “شر ببه” ما زالت قائمة في عقول الكثيرين، رغم مخالفتها كليا لمبادئ الدولة الحديثة، ورغم إقصائيتها ورجيعتها، لكن الفرد الموريتاني من مختلف الشرائح والملل الفكرية ما زال يستحضر تلك الذهنيات البائدة بشكل مخجل، وذلك ما يجسده انحياز “النظارة السوداء” لجانب أقوى منافس لمرشح الأغلبية على غير عادته.

ولقد لمسنا مؤخرا وجود نظرة جهوية تحصر أحقية الفرد في حكم الدولة، انطلاقا من مساهمة جهته أو ولايته في الناتج المحلي الخام للبلد، وقد أصبحت تلك النظرة تطفو على السطح شيئا فشيئا.

وعموما فإن تلك الذهنيات في مجملها تبقى “نسبية” إلا أنها قد ألقت بظلالها على عقول الكثيرين، ولعل الرفض – على استحياء – الذي اصطدم به مشروع غزواني كان بسبب تلك الذهنيات، فالرجل القادم من حوزة إحدى مشيخات أطراف (أفلّه) حتى لو مُرّر عن طريق مؤسسة الجيش التوافقية، فإن خلفيته الاجتماعية والجهوية، لن تخدم ملفه كثيرا لدى قائمة عريضة من أصحاب الذهنيات الرجعية في البلد.

ورغم ذلك فإنه مهما تحكمت تلك الذهنيات في عقول أصحابها فإن الجرأة على مجابهة خيار “الدولة” يصبح أمرا صعبا بالنسبة لهم، فنفس الحاملين للفيروس هذا يحملون فيروسا أقوى هو أن “الدولة ما تخالف”.

وهنا يمكن القول أن تحمس شخص الرئيس لمشروع رفيق سلاحه، كان السبب الرئيس لعدم نجاح المسعى المعارض للمشروع، وقد كتبت سابقا أن “(المحمدان) مثل الشامبو والبلسم في نفس العلبة” لكن أفرادا في جوقة الرئيس من حركة “ملكيون أكثر من الملك” يعارضون المشروع بقوة حسب المراقبين، وكل ما ينقصهم هو الجرأة الكافية لإعلان مواقفهم تلك في وجه الرئيس ورفيق سلاحه.

إن الخروقات التي شابت حملة غزواني، والوجوه العابسة التي استقبل بها طاقم الحملة أولئك الوافدين الجدد إلى مشروعه من الضفاف الأخرى، والألسنة الحداد التي سلقوهم بها، والإصرار على تسميته بمرشح “استمرارية النهج”، رغم معرفتهم أن لكل شيخ طريقته، كل ذلك ليس إلا أعراضا لحالة الرفض التي يحسون بها تجاه المشروع.

***

اختار روح ابن زنباع لنفسه ركنا قصيا أكمل فيه بقية حياته، بعيد اعتزاله قيادة جيش الخليفة، غير راض عن سياسة الحجاج حانقا عليها، مفضلا العزلة على تلقي أوامر ممن كان بالأمس فردا في كتيبة من جيشه، ورغم أن الحجاج دعاه للانضمام له في العراق إلا أن بن زنباع رفض الأمر متعللا بأعذار واهية.

***

ليس في بلادنا “روح” واحد ففيها “أرواح” كُثُر مع اختلاف في التعاطي مع الأمور، فالدارس لواقع هرم السياسة “المقلوب” يعلم أن أيا من ساستنا لن يتأخر عن دعوة تأتيه من القصر، بل ربما يتعجل المسير قبل وصولها، لكن – حسب رأيي – فإن دعوات كثيرة يجب أن تُغَير طرق حامليها، كما أن طريقة الحكم يجب أن تختلف هذه المرة عن ما عهدنا في الماضي، ورموز الحقبة الماضية لو أشركوا في المرحلة القادمة يجب أن يكون ذلك بشكل محدود ومحدود جدا.

إن السكوت على أخطاء الحملة الانتخابية واحتوائها أمر، ونسيان تلك الأخطاء أمر آخر، ووجود الجوقة المألوفة، سيشكل عبئا على المشروع الناشئ الذي أسس تحت يافطة “الإجماع”، وها هو قد وصل الآن، والصبر على تحمل أذى الطريق أمر مُهم، لكن التخلص من الأذى بعد الوصول أمر أَهم.

***

اختار الحجاج أن يكون رجل دولة، فاستطاع أن يعيد للخلافة هيبة عصفت بها الأطماع، وتحمل في سبيل ذاك الكثير، لكن أي قارئ منصف، يعلم أنه لولا الحجاج لما صمدت الخلافة أمام الأجندات الخارجية والداخلية، ولما صار لها ديوان وعملة مستقلة، ولما تم ضبط المصحف واللغة العربية، ولما وصل الإسلام الى المغرب العربي غربا، والي الصين وما وراء النهرين شرقا، ولما عم الثراء المادي والمعرفي كافة أرجاء الخلافة، ورغم كل ذلك لم يكن بن زنباع وأمثاله راضون عن أدائه، لكن رضى الناس همة لا تدرك.

***

إن الانتشار الأمني الذي أعقب إعلان غزواني عن فوزه في الانتخابات وفرض السكينة في الشارع، وسد الطرق أمام مؤججي الفتن، لينام المواطن في سلم وأمان ليبشر بميلاد فجر جديد – في نظري الخاص – ورغم كل الانتقادات.

صحيح أنه ليس من المنتظر من صحفي مثلي أن يُسوّق لكسر قلمه، أو يدعو للتضييق على الرأي، لكن أيضا ليس من شيم الإنسان العاقل أن يسكت عن ما يهدد حياته وحياة جيرانه وإخوته وأمن وطنه، وليس من الديمقراطية أن نترك الحبل على الغارب لأصحاب الأجندات كي يمزقوا وطننا، فمهما حاولنا إيجاد وطن غيره، فلن ننجح في ذلك مطلقا.

إن ترسيخ مفهوم الدولة لدى المواطن أصبح أمرا ملحا، وأي مقاربة اعتُمدت لذلك يجب فرضها واحترامها من قبل الجميع، كما يجب أن ترتكز على جوانب تربوية وأخرى تنموية، إضافة لبعد أمني يحفظ للجميع كرامته، ويحفظ للدولة هيبتها.

***

لم تعرف مصر نهضة واستقرارا في عصر المماليك كما عرفت ذلك في عهد الناصر قلاوون، وقد ورث الأخير عن أسلافه مملكة مقسمة بين عدد من الأمراء، لكل منهم جيشه وإقطاعيته. فعزم الأمراء جميعا على مأدبة، وأمر خاصته بتصفيتهم في القاعة. وحينما دقت ساعة الصفر أسر إليه قائد حرسه بأن ابنه يجلس داخل القاعة بين الأمراء، فوقف وأمسك الكرسي بيده قائلا ابني ليس أهم من هذا الكرسي.

***

إن التهاون مع أصحاب الأجندات تحت أي مبرر، هو مجرد شعار أجوف يكرس للفوضى الخلاقة، ويجر الدولة نحو الهاوية ومصير صاحبه حتمي ومعروف.

كما أن الضرب على يد كل من يكرس للفوضى في عقلية المواطن، أمر يخدم ذلك الطريق، وليس من السهل إقناع المواطن بأن من كان فرعون بالأمس قد تحول اليوم إلى موسى عليه السلام.

وأنا هنا لا أسوّق للتضييق على أي كان، بل أدعو لفرض هيبة الدولة بقوة القانون، دون أي تجاوز أو تعسف، لكن مع عدم التردد في اتخاذ المواقف الحازمة إن تطلب الأمر.

إن بناء الأوطان يحتاج الى تنظير وجرأة وحزم، وإن الذهنية التقليدية صارت مترهلة، والعالم من حولنا يعيش على خزان بارود، وأسهل وسيلة لنقل تلك العدوى إلينا هي عن طرق من يعيشون بداخلنا، ويلعبون على نقاط الاختلاف.

إن تعدد الشرائح والإيديولوجيات لدينا إن كان مصدر قوة، فهو مصدر ضعف أيضا. ولو أردت أن تعرف أسباب البلابل ففتش عن الثروات الطبيعية، وما من دولة حول العالم إلا ولها أهداف وأجندات وقد حبانا الله بثروات ضخمة، والكل يملك المعلومات الكافية عن حجمها، بل إن من بين دول العالم والطامحين من أحصى كل ثرواتنا وعدَّها عدًّا.

***

للعبرة: ليست كل ديمقراطية مثالية، وليست كل شمولية سيئة، وبين الانفتاح والضعف خيط رفيع، وبين الضعف والتفكك خيط أرفع.

اقرأ أيضا على مبدأ
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة