19 مارس، 2024، والساعة الآن 4:09 صباحًا بتوقيت نواكشوط
Google search engine

الديمقراطيّة في فكر دعاة الإسلام السياسيّ: من سجلّات الرفض والقطيعة

عمار بنحمودة  باحث تونسي، حاصل على الماجستير في اللغة والآداب والحضارة الإسلامية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، صفاقس، تونس. يعد رسالة دكتوراه بنفس الجامعة.
عمار بنحمودة
باحث تونسي، حاصل على الماجستير في اللغة والآداب والحضارة الإسلامية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، صفاقس، تونس. يعد رسالة دكتوراه بنفس الجامعة.

1- تجلّيات العداء
لا يخفى أنّ تيّار الإسلام السياسيّ قد تأسّس في بداية مساراته التأويليّة على فكرة عداء الديمقراطيّة، انطلاقا من إيمان دعاته الراسخ بمفاهيم عدّت الركيزة الإيديولوجيّة لتلك الحركات، مثل مفاهيم الحاكميّة وتطبيق الشريعة، وتقسيم العالم إلى دار إسلام ودار كفر، أو الانطلاق من مسلّمات إيديولوجيّة يحتكر بها أصحابها شرعيّة تأويل النصّ القرآنيّ وتفصل بين مسارات الصّحوة الإسلاميّة ومسالك التغريب. وتتعدّد في سرديّات الإسلام السياسيّ الشواهد التي تعبّر بشكل صريح عن عدائهم للديمقراطيّة ورفضهم اعتمادها منهجا في الحكم، بل لعلّ شرعيّة المواقف الإيديولوجيّة التي دعا إليها روّاد هذا التيّار تستند إلى نقض الدّيمقراطيّة والعلمانيّة، باعتبارهما مقولتين نشأتا في غير الثقافة العربيّة الإسلاميّة، بل إنّ من وجوه الإدانة التي وظّفها دعاة الإسلام السياسيّ لخصومهم الإيديولوجيين الذين دعوا إلى التحديث، وآمنوا باختيارات أخرى مستمدّة من الغرب القول بأنّ حلولهم مستوردة[1]. مثل ذلك موقف “حسن البنّا” المرشد العام للإخوان المسلمين الذي أرسل سنة ستّ وثلاثين وتسعمائة وألف خطابا موجزا إلى ملوك الدّول الإسلاميّة وأمرائه ورجال الحكومات الإسلاميّة وأعضاء الهيئات التشريعيّة والجماعات الإسلاميّة وأهل الرأي، قدّم فيه مطالب مختلفة على رأسها “القضاء على الحزبيّة وتوجيه قوى الأمّة الإسلاميّة في وجهة واحدة وصفّ واحد وإصلاح القانون، حتّى يتّفق مع التشريع الإسلاميّ وخاصّة في الجنايات والحدود.”[2] وقد رفض “البنّا” كلّ النماذج السّياسيّة التي سادت في عصره، ولم يستثن منها الأنموذج الديقراطيّ، لأنّه كان يؤمن بمفهوم “دولة الدعوة”، ويرفض تقليد أيّة تجربة سياسيّة غربيّة.[3] وقد قابل سيّد قطب بين المنهج الربّاني الذي يقوم على أسس الشريعة الإسلاميّة والمنهج الإنساني الذي وسمه بالجاهليّة، بل إنّه حَسِبَ أيّ اعتماد على منهج غريب من مناهج التفكير الجاهليّة الغالبة إبطالا لوظيفة الدّين التي جاء ليؤدّيها. “فالمنهج في الإسلام يساوي الحقيقة ولا انفصام بينهما. وكلّ منهج غريب لا يمكن أن يحقّق الإسلام في النّهاية. والمناهج الغربيّة يمكن أن تحقّق أنظمتها البشريّة، ولكنّها لا يمكن أن تحقّق منهجا؛ فالتزام المنهج ضروريّ كالتزام العقيدة وكالتزام النظام في كلّ حركة إسلاميّة.”[4]وكانت اعتراضات سيّد قطب على سائر الأنظمة التي قامت في التاريخ أو في عصره، تتمثّل في كونها لم تقم على أساس العقيدة، وأنّ بعضها كان تجمّعا عنصريّا على أساس سيادة جنس بعينه وبعضها الآخر قوميّ استغلاليّ. واستند رفضه الشيوعيّة إلى كونها أقامت أسسها على الحقد الأسود على سائر الطّبقات الأخرى، وبأنّ مطالبها الأساسيّة لم تتجاوز الجوانب المادّية مثل الطعام والمسكن والجنس.[5]
2- أسباب العداء:
لا ريب أن المتخيّل الإسلامويّ الذي تأسّس على أرضيّة المركزيّة الدينيّة وميراث الغلبة ودوغمائيّة التصوّر الفقهي، كان لا يرى في أطروحاته غير دين نقيّ تسوده العقيدة ويحترم اختلاف الأجناس مقابل غرب يدعو إلى نظم إنسانيّة قاصرة شاع فيها الفساد الأخلاقيّ، وانفلت إعلامها وكفرت مجتمعاتها، وهو ما جعل دعاة هذا التيّار يشيحون بوجوههم عن الغرب بكلّ تيّاراته الفكريّة والسياسيّة، ويبحثون في متخيّلهم التراثيّ عن صورة مثاليّة كانت عماد أدلوجة حاولوا أن يقنعوا جمهورهم بحقيقتها التاريخيّة وبإمكانيّة تحقّقها في المستقبل طوبى ترسم أفقا للسّياسة الإسلاميّة يخالف ما انتهجه الغرب من مسالك، ويبلغ ما عجز الآخر عن تحقيقه[6]. ومن الطبيعيّ أن نتفهّم تفاعل الجمهور مع مثل هذه الدّعوات، إذ كانت تستند إلى نقاط قوّة تتعدّد روافدها. فتوظيف المقدّس الدّيني بكلّ أسانيده اللّاعقلانيّة ومتخيّله الطوباويّ استطاع أن يؤثّر في الحالمين بمنافسة الغرب/ المستعمر الذي كان من الصّعب تمثّله بغير صفة العدوّ الغريب الذي يخشى من تطبيق تعاليم الإسلام وتأسيس دولة المسلمين. وليس أيسر على هذه التيّارات من اتّخاذ السّبل السّهلة التي تهيّج مشاعر الجماهير، وتثير حماستهم بدل الخطاب العقلانيّ الذي كان بإمكانه وضع الإنسان العربيّ المسلم في رواق التنافس الطبيعيّ مع الآخر من أجل المشاركة في الخلق والإبداع. فقد حضر متخيّل العداء والاعتداد وغاب متخيّل العقلانيّة والبناء. وأدّت هذه المسارات إلى انغلاق لاهوتيّ وعبّرت عن جمود في الاجتهاد وتواكل في الأنساق المعرفيّة من خلال التعويل على المخزون الثقافي والديني الذي سنّه القدامى، فكانت الجرأة بمعناها الكانطي غائبة، وترسّخت الأسيجة الدغمائيّة تؤخرّ مسارات الإدراك العقلانيّ ومسالك النهضة والإصلاح. فمقابل الرفض الذي واجهت به تلك التيارات مفاهيم الديمقراطيّة كانت تفتقد إلى بدائل حقيقيّة قابلة لكسب الشرعيّة وضمان التسويق العالمي لمقولاتها.
ليس رفض الديمقراطيّة بهذا المعنى سوى تعبير عن ضيق الأفق الذي عانت منه هذه التيارات، وسوء تقدير لما للحريّة والديمقراطيّة وحقوق الإنسان من أهمّية في إطلاق العنان للذات البشريّة، كي تبدع وتشارك في بناء المجتمع وتحقّق كلّ مشاريع التنمية والتقدّم. وكان من نتائج رفضها لتلك القيم القيام بعمليّة تلوين وتزييف، حتّى تبدو وكأنّها قيم راسخة في التراث. فأسهمت في بناء مسارات الحياد عن العقلانيّة والغرق في تقديس الأسلاف والتباهي بإنجازاتهم، وكأنّها شفيع لإخفاق الواقع ووهن المجدّدين في تغييره. واختار دعاة الإسلاميّ الاستكانة إلى أسهل الحلول وأيسرها، وهي استحضار أنموذج تراثيّ جاهز توهّموا إمكانيّة استعادته في ظلّ تحوّلات كبرى شهدها العالم علما ومعرفة وسياسة. ولم يكلّفوا أنفسهم جهدا لتفهّم ما استجدّ من تصوّرات فكريّة ونظريّات سياسيّة. فكانوا، على عكس ما قام في تاريخ المسلمين من انفتاح على تجارب الآخرين في الفكر والسياسة، منغلقين رافضين لتجارب الآخر من منطلق أحكام مسبقة تأثّروا فيها بواقع العداء السياسيّ، وقطعوا فيها خيوط التواصل الفكريّ.
إنّ تلك الأزمات التي عاشتها الأمّة، لا يمكن أن تكون مبرّر مسارات انغلاق لاهوتيّ وغرق في متخيّل طوباويّ يرسم آفاق مدن فاضلة مستمدّة من صورة مثاليّة للماضي، ولا يكترث بما بلغته الإنسانيّة من تقدّم علميّ ومن ثورات في الفكر. ولعلّ أغرب التبريرات التي قدّمها أحد دعاة الإسلام السياسيّ، وهو يفسّر النزعة العدوانيّة التي كانت تسم مواقف شيوخه المؤسسين من الديمقراطيّة هي إلقاؤه التهمة على الأنظمة الاستبداديّة علّة للمحاكاة و”سببا في تطوير فكر ثوريّ رافض للديمقراطيّة داعيا مع سيّد قطب لإنشاء قاعدة صلبة تتولّى إعادة الأمّة الضالّة للإسلام وتقيم شرع الله مفاصلة للمجتمع الإسلاميّ.”[7] وهذا الخطاب القائم على المغالطة يجعل العنف الثوريّ وغياب الطرح الديمقراطيّ من تصورات الإسلام السياسيّ محاكاةً لعنف السلطة المستبدّة. والحال أنّ رفض الديمقراطيّة ومعاداتها ناتج عن رفض هيكليّ سببه اعتبارها منتمية إلى معسكر التغريب والكفر. ولذلك قامت خطابات الدّعاة المؤسّسين على المقابلة بين تيّار تغريبيّ اعتُبِرَ مارقا عن الدّين والشريعة وتيّار إسلاميّ اعتَبَرَهُ أصحاب هذا الخطاب الحلّ الأمثل لكلّ مشاكل التخلفّ وسبيل الشعوب العربيّة الإسلاميّة لتحقيق نهضتها المنشودة.
قد يكون غياب الديمقراطيّة من الممارسة السياسيّة العربيّة أمرا، لا يمكن إنكاره من سجلّها. ولكن هل كانت أطروحات المعارضة جميعها تنساق وراء الدّعوة إلى تيّار سياسيّ يحاول أن يداوي داء الاستبداد باستبداد بديل؟ أليس الاستبداد مرتبطا بتأويل محدّد للخطاب الدّيني يرى أصحابه أنّ الحقائق السياسيّة التي يقدّمها مقدسّة لا تقبل النقض وما عداها مدنسّ لا يستند إلى شرع إلهيّ؟
3- نتائج العداء:
تلك المسارات التأويليّة التي قدّمت نفسها على أنّها الحلّ السحريّ لمشاكل الشعوب العربيّة المسلمة أبّدت شعورا مزدوجا بالاغتراب. أوّله اغتراب عن الواقع أسّسه من صنعوا متخيّلا إسلاميّا صوّر أمجاد الماضي نقيّة من كلّ الشوائب ورسم أفقا أخلاقيّا مستحيل التحقّق وحوّل وجهة الفكر من مواجهة الواقع إلى الهروب منه نحو ماض ساحر، أو نحو عهود النبوّة وأيّام الخلافة الراشدة والعدل المثاليّ والمساواة بين جميع الأجناس. فينتحل دعاة هذا التيّار لأنفسهم دورا مهدويّا مخلّصا من كل المحن.[8] وثانيه اغتراب عن إنسانيّة الإنسان. فقد أسهمت سرديّات الإسلام السياسيّ في ترسيخ فصل بين الإسلام والآخر، وتعميم عداء الاستعمار ليصير عداء للفكر الإنسانيّ المختلف. والحال أن مسارات العلم والمعرفة غير خيارات السّاسة التي انتهجوها. وليس عداء الغرب المستعمر مدعاة لعدم الاستفادة من تجارب علمائه ومسارات فكره. فتلك الخطابات صيّرت المؤمنين بهذا الخطاب جماعة معزولة عن حركة التّاريخ تعيش متخيّل النبوّة بصورة أشبه بأهل الكهف. فتضحي حركة العلم وسيرورة التّحديث متعطّلة بدعوى رفض كلّ ما هو غربيّ ينتمي إلى معسكر الكفر.
لم يرسم متخيّل دعاة الإسلام السّياسيّ غير وجه مدنّس للآخر، مقابل متخيّل تصوّر الّتراث خاليا من كلّ شائبة وطاهرا من كلّ دنس. “فالحياة الاجتماعية الحاضرة تقوم على مبادئ الزّيغ والضلال. والنظريّات الخاطئة والأفكار الهدّامة هي التي تسود أنحاء العالم. وأنظمة التّعليم ووسائل التوجيه والإعلام تنضح بالشرّ، وتثير الغرائز، وتهتك الفضيلة، وتقتل الأخلاق، وتدعو إلى الإباحية والتحلّل، حيث سيطرت على العقول الآداب الماجنة، والصحافة الفاجرة، والإذاعات اللاهية، والأفلام الخليعة. والنظام الاقتصادي الذي يتحكم في معيشة الناس نظام منحرف فاسد، لا يعرف الخير من الشر، ولا يميز بين الحلال والحرام.”[9]
تلك الصورة المتخيّلة عن الغرب ترسم في كثير من الأحيان أحكاما لا تعكس حقيقة تؤسّسها الأنساق الفكريّة من تنوّع واختلاف. فمفاهيم الحريّة والعدالة والمواطنة كانت من أهم مقوّمات التّنوير. وقد مثّلت الصحافة فضاء للنقد والبناء السياسيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ، واستطاع الفنّ أن يحرّر الإنسان ويهبه القدرة على فهم ذاته والتعبير عن طاقاتها مثلما كانت بعض التيّارات الفنّية وسيلة ثوريّة لتغيير الواقع. وأمّا الجوانب الأخلاقيّة التي يراها دعاة الإسلام السياسيّ بعينهم الشهوانيّة، فهي لا تعبّر في الحقيقة عن واقع الدّول الغربيّة بقدر ما تستبطن شهوانيّة الواصف إزاء أجساد تحرّرت وشعوب تجاوزت عقدة الجنس والعورة. فالجسد الملعون في ثقافة الدّاعية رمز للحريّة الشخصيّة وسدّ منيع في وجه من يريدون استثماره بكلّ الطّرق بصورة القيان أو بتعدّد الزوجات أو بحجبه كسلعة يُخشى تلفها أو بتقييد حريّتها وفرض سلطة ذكوريّة عليها. فعين الدّاعية التي جالت في الغرب لم تَر، من منطلقات عقلانيّة، ما غنمته المرأة من حريّة وما تولّد عن عتقها من إبداع ومشاركة في جميع مجالات الحياة، وإنّما رأت بعين شهوانيّة حريّة المرأة عريا وفجورا. إنّها العين التي تعوّدت أن تحجب المرأة في بيتها لتكون مسخّرة لخدمة الرجل. فإن خرجت أُسدل عليها ستار الخوف على الجسد من الجسد ورافقها حارسها المذكّر غير واثق من “عقلها الناقص”.
تلك المواقف لا محالة هي التي أسّست عداء للديمقراطيّة والحداثة ورفضا لكلّ ما هو غربيّ. فقد ظلّ الخوف كامنا في خطاب دعاة الإسلام السياسيّ من الديمقراطيّة، لأنّها ترفع الحجب والغشاوة عن المقدّس الذي كان يحول دون نقد الداعية والحاكم على حدّ سواء، وهو يعاديها لأنّها تهب الإنسان الحقّ في الاختيار وتقرير مصيره وتنهي وصاية الآخر وطاعة أولي الأمر وتؤسّس لمساواة لا يجد فيها “الخليفة” أو رجل الدين سلطته المطلقة في التأويل والتوجيه وتجعل موقف “الفرقة الناجية” مجرّد رأي قابل للنقد والتعديل والدّحض.
تنهي الديمقراطيّة سيادة الحاكم الفرد الذي يحكم باسم الله وتضعف من سلطة رجل الدين على الحقيقة الدينيّة حين تفتح أبواب العلم بلا حدود على كلّ المعارف الإنسانيّة والنظريّات الفكريّة بعيدا عن ضيق الهويّة وأوهام الأصوليّة. وتنهي آخر فصول الهيمنة الذكوريّة حين تفتح باب النقاش حول حقوق المرأة وشرعيّة الحريّة النسويّة.
لقد كانت الديمقراطيّة بكلّ أسانيدها النظريّة تتعارض مع التصوّرات الإسلامويّة، ولذلك فقد احتاج دعاة الإسلام السياسيّ إلى تعديل مقولاتهم ومراجعة مسلّماتهم لتتحوّل مواقفهم تدريجيّا نحو قبول الديمقراطيّة ونقاش مفاهيم العلمانيّة، حين بدأت مسارات الرفض والانغلاق تتحوّل تدريجيّا نحو مسارات الفهم والاعتراف. فكيف كانت معابر السالكين من دعاة الإسلام السياسيّ نحو قبول الديمقراطيّة؟ وكيف أزاحت من قاموسهم السياسيّ كثيرا من المفاهيم كالحاكميّة؟ (للحديث بقيّة)
________________________________________
[1] انظر مثلا: يوسف القرضاوي، الحلول المستوردة وكيف جنت على أمتنا، ط5، مصر، مكتبة وهبة، 1993
[2] حسن البنّا، مذكرات الدعوة والداعية، ط1، الكويت، مكتبة آفاق، 2012، ص ص 280، 281
[3] يقول إبراهيم البيومي غانم: “يرفض البنّا نموذج الدولة الأوروبيّة في تطبيقاتها الحديثة، وبالأولى يرفض أن تقوم دولة تقلدها في المجتمع الإسلاميّ، وهذا ما يؤكّده قوله: “في العالم دولة اسمها الاتحاد السوفييتيّ لها مبدأ معروف ولون معروف ومذهب معروف نحن لا نأخذ به ولا ندعو إليه (…) وقد أرادت إنجلترا وأمريكا تقليدها فادّعتا أنهما تصطبغان بالدعوة إلى شيء اسمه الديمقراطيّة، وإن اختلف مدلوله بمختلف المصالح والمطاع والظروف والحوادث” ويخلص البنا إلى رفض تلك النماذج -كما سبقت الإشارة- ويدعو إلى ضرورة التمسّك بمفهوم دولة الدعوة.” الفكر السياسيّ للإمام حسن البنّا، ط1، مصر، مدارات للأبحاث والنشر، 2013، ص 257
[4] سيّد قطب، معالم في الطريق، ط6، مصر، دار الشروق، 1979، ص ص 43- 45
[5] المرجع نفسه، ص 54
[6] يميّز عبد الله العروي في سياق حديثه عن الصراع بين الاشتراكيين والليبراليين بين الأدلوجة والطوبى، ويعتبر أنهما يشتركان في معنى واحد، وهو الابتعاد عن الواقع والعجز عن إدراكه. إلاّ أن عجز الأدلوجة يرجع إلى أنّها متعلّقة بوضع تجاوزه التطوّر أمّا الطوبى، فيرجع عجزها إلى أنها متعلّقة بمستقبل مستبعد التحقّق. انظر: عبد الله العروي، مفهوم الإيديولوجيا، ط5، المغرب/ لبنان، المركز الثقافي العربيّ، 1993، ص 47
[7] راشد الغنّوشي، الديمقراطيّة وحقوق الإنسان في الإسلام، ط2، لبنان/ قطر، الدار العربيّة لعلوم ناشرون/ مركز الجزيرة للدراسات، 2012، ص ص 130، 131
[8] يقول عبد الإله بلقزيز: “ينتحل الإسلام الحزبيّ لنفسه دورا مهدويّا في المجتمع من طريق توسّله الدين أداة في الدعوة والتعبئة. ويساعد هذا الزعم المهدويّ على الفشوّ في النّاس والرسوخ في الأذهان، أنّ استثمار الرأسمال الديني في العمل السياسيّ يصطحب معه وهما بأنّ من يسلكون طريق الدين، في الحياة العامّة، لا يبغون إلاّ الصلاح، وتطبيق العدل والنّصفة، ولا يسعهم إلاّ أن يتحلّوا بمناقبيّة وخلقيّة عالية، فتكون سرائرهم صافية وأيديهم نظيفة وغايتهم رفيعة، ولا يطلبون الدنيا ولا يسعون في توسّل منافعها.” الدولة والدّين في الاجتماع العربيّ الإسلاميّ، ط1، بيروت، منتدى المعارف، 2015، ص ص 168، 169
[9] أبو الأعلى المودودي، الإسلام والمدنيّة الحديثة، ص 2
انظر: النسخة الإلكترونيّة على الرابط:
Maktaba22.blogpot.com pdf_477

 

اقرأ أيضا على مبدأ
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة