
المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية (مبدأ) .
الندوة الثانية : المشروع الفكري والتجديدي للعلامة عبد الله بن بيه من خلال كتاب : مشاهد من المقاصد
نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية (مبدأ)ندوة فكرية تحت عنوان :المشروع الفكري والتجديدي للعلامة عبد الله بن بيه من خلال كتابه الموسوم بـ ” مشاهد من المقاصد”.
واستهلت الندوة بكلمة لرئيس المركز الدكتور محمد سيد أحمد فال الوداني (بوياتي) استعرض فيها السياق العام الذي تتنزل فيه الندوة الذي يتخذ من المشروع الفكري والتجديدي للعلامة بن بيه موضوعا باعتبارها امتدادا لسلسة من الندوات خصصها ويخصصها المركز لهذا المشروع.
وأعلن رئيس المركز عن امتداد هذا المشروع ليشمل آفاقا مغاربية وإقليمية وعربية.
بدوره رئيس الجلسة الدكتور ددود ولد عبدالله عرج في بداية افتتاح الجلسة على التعريف بالعلامة المؤلف والسمات العامة التي ميزت فكره ليقدم بعد ذلك المحاضر العلامة محمد المختار ولد امباله من خلال ورقة تعريفية مختصرة ركزت على جوانب مهمة في مسيرته العلمية والوظيفية بعد ذلك أحال رئيس الجلسة الكلام إلى المحاضر .
واستهل ولد امباله محاضرته بمقدمة ركزت على مجموعة من المقومات الفكرية جعلت من العلامة ولد بيه العالم المجتهد والصوفي النقي واللغوي المتمكن الذي يحسن قراءة النصوص ويستطيع معالجة قضايا العصر شاطبي العصر دون منازع وداعية للسلام في عالمنا المعاصر من خلال رؤيته الوسطية التي تعلى قيم التسامح وتسعى للتمكين للدين الإسلامي في الأرض.
بعد ذلك تتبع ولد امباله المشاهد كما وردت في فصول الكتاب ففي المشهد الأول عرج المحاضر كما المؤلف على تعريف المقاصد مستعرضا تعريف المقاصد عند الأصوليين ليخلص إلى تعريف مختار قدمه بن بيه في كتابه للمقاصد. وفي المشهد الثاني تناول المحاضر مسيرة العمل والتعامل مع المقاصد من خلال فهم السلف لدعوة القرآن و كشف مقاصد الشريعة واستشفاف حكمها وتجلَي ذلك في فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مستعرضا نماذج للصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.
وفي المشهد الثالث تطرق المحاضر للمصلحة بين العقل والنقل من خلال التساؤل هل المصلحة التي تبنى عليها الأحكام عقلية أم شرعية متحدثا عن دوران الشريعة بين معقولية المعنى والتعبد والتجاذب بين الكلي والجزئي لينتقل إلى أصناف المقاصد في المشهد الرابع وفيه بين ولد امباله المقاصد العامة التي ترجع إليها الشريعة والمقاصد الخاصة والمقاصد الجزئية والمقاصد الكبرى وذكر معيار الانتماء إلى المقصد الضروري وتذبذب الانتماء في بعض الأحيان لبعض القضايا بين الضروري و الحاجي.
وفي المشهد الخامس تناول ولد امباله استنباط المقاصد واستخراجها ومعناه الكيفية التي يتوصل بها إلى الحكم بأن مقصد الشارع من أمر أو نهي أو أي خطاب فيه أو فعل المعصوم أو تقريره متوقفا مع مسألة “بدعة الترك” .
وفي المشهد السادس تناول ولد امباله الاستنجاد بالمقاصد واستثمارها والضوابط الخمسة المراعاة في التعامل مع المقاصد ومجالات الاستنجاد بالمقاصد.
وتوقف ولد امباله مع بعض القضايا الفكرية المعاصرة التي تطرح في عالمنا اليوم كإشكالية الديمقراطية والشورى التي عالجها العلامة بن بيه بحكمة مقدما رأيه الذي يحفظ للدين هيبته دون أن يتسبب في إثارة غير المسلمين في عالم الغرب. وتجلى ذلك عندما قدم رأيه الناقد للديمقراطية من خلال آراء الغربيين أنفسهم.
وتميزت الندوة بمداخلتين قيمتين للأستاذ أبو بكر ولد أحمد و الإمام شغالي ولد المصطفى. حيث وصف ولد أحمد المشروع الفكري للعلامة بن بيه بأنه ينطلق من الداخل ويستثمر المفاهيم الإسلامية مطالبا بضرورة الاضطلاع على هذا المشروع ونشره في المنابر الاجتماعية بغية الاستفادة منه.
أما الإمام شغالي ولد المصطفى فقد وصف سعة اضطلاع العلامة ولد بيه على علوم المتقدمين وآراء الغربيين بأنه ” خرق للعادة “مطالبا بضرورة طبع المحاضرة باعتبارها كنزا إضافيا ينضاف إلى الكتاب.
وفي الختام شكر رئيس الجلسة المحاضر والحضور من علماء ومفكرين وباحثين معلنا اختتام الندوة.